الأثر السادس عشر:
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي -رحمه الله تعالى- ((أوَ كلّما قال به أبو حنيفة أقول به ؟! وهل يقلّد إلا عصبيٌّ أو غبي ؟!!)) (لسان الميزان 305/1)
صاحبُ هذه المقولة هو الإمام الجليل صاحب العقيدة المعروفة باسمه ((العقيدة الطحاوية)) والتي انتشرت في العالم الإسلامي انتشار النّار في الهشيم ولاقت قبولاً منقطع النّظير. ولا زال علماؤنا -علماء أهل السنّة والجماعة- قديماً وحديثاً- يعتنون بعقيدته شرحاً وتعليقاً وتعليماً وتدريساً. ولعلّ هذا من علامات تفبّل الأعمال ومن علامات الإخلاص لله الحيّ القيّوم وقديماً قيل: ((ما كان لله فهو يدوم)).
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي -رحمه الله تعالى- ((أوَ كلّما قال به أبو حنيفة أقول به ؟! وهل يقلّد إلا عصبيٌّ أو غبي ؟!!)) (لسان الميزان 305/1)
صاحبُ هذه المقولة هو الإمام الجليل صاحب العقيدة المعروفة باسمه ((العقيدة الطحاوية)) والتي انتشرت في العالم الإسلامي انتشار النّار في الهشيم ولاقت قبولاً منقطع النّظير. ولا زال علماؤنا -علماء أهل السنّة والجماعة- قديماً وحديثاً- يعتنون بعقيدته شرحاً وتعليقاً وتعليماً وتدريساً. ولعلّ هذا من علامات تفبّل الأعمال ومن علامات الإخلاص لله الحيّ القيّوم وقديماً قيل: ((ما كان لله فهو يدوم)).
وكان هذا الإمام الجليل على مذهب الإمام العظيم أبي حنيفة النّعمان بن ثابت -رحمه الله تعالى ورضي عنه- ولكنّه كان يعرفُ قيمة العقل الذي أكرمهُ الله به وميّزهُ به عن ذوات الأربع. قكان -رحمه الله- لا يستنكف أن يُخالف إمامَهُ فيما يراهُ قد حاد فيه عن الصواب، وكان -رحمه الله- مع إجلاله للإمام أبي حنيفة وإكباره له ينهى عن تقليده -وهو من هو - واعتقاد صحّة كلّ ما قالهُ وأفتى به أو قرّرهُ ورجّحهُ.
وهذا هو سبيل أهل الحقّ إن شاء الله تعالى. فإنّ العاقل يأبى أن يبيع عقله وفكره وروحه لبشر مثله كائناً من كان اللهمّ إلا لمن لا ينطقُ عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى. فإنّ الله عزّ وجلّ لم يُلزم عبادهُ باتًباع شخص بعينه والتّسليم لكلّ أحكامه واعتقاد صحّة كلّ كلامه وصواب كل أفعاله إلا هو -بأبي هو وأمّي- صلوات الله وسلامه عليه.
وفي القرآن الكريم السنّة المطهّرة ما لا يُحصى في تقرير هذا الأصل العظيم، وقد بيّنتُ طرفاً من ذلك في موضوعي الموسوم بـ ((ماذا نفعل إذا خالف المذهب المالكي الحديث الصحيح)) بما لا مزيد عليه ههنا.
والمقصود من نقل هذا الأثر واعتماده في هذه السلسلة المباركة -إن شاء الله تعالى- تنبيه إخواني المسلمين في جميع الأرض إلى ضرورة العناية بالكتاب والسنّة حفظاً ودراسةً ودرايةً وعنايةً والرجوع إليهما في كلّ حين وفي أوقات الفتن خاصّةً. فإنّ لإبليس اللعين جنوداً ينتهزون كلّ فرصة للظهور والتصدّر في الأوقات المهمّة والإفتاء في المسائل المذلهمّة.
وكلّما نزلت بالمسلمين نازلةٌ أو جاءتهم قضيّة مصيرية -كما يقال في لغة العصر- تجدهم قد افتاتوا على العلماء وسبقوهم إلى التحرير والتنظير والإفتاء فيها، وأكثرهم -والله- ليسوا أهلاً للإفتاء في مسائل الطّهارة وأداب قضاء الحاجة، بل وأكثرهم -والله- أصحاب تاريخ مظلم بالفتاوى الشاذّة والمواقف المخزية والبدع المردية.
فالله الله يا أهل الإسلام في عقولكم لا تبيعوها لكلّ من هبّ وذبّ واحذروا أن تغتروا بكلّ ما يُقالُ لكم ويُلقى على أسماعكم ولو زُخرفَ لكم بالقول حتى تعرضوهُ على كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم وما كان عليه الصحابة والتّابعون والأئمّة المهديون رضوان الله عليهم.
فإذا كان الذي يقلّدُ أبا حنيفة -وهو من هو- في مسألة من مسائل الطهارة يُوصمُ بأنّهُ عصبيٌّ أو غبي ! فكيف بالذي يقلّد القرضاوي -وهو من هو- أو الصلابي -وهو من هو- في مسألة من مسائل تقرير المصير ؟؟!!
ولقد أحسن الشاعرُ حين قال -واصفا حالا يُشبهُ بكثير حال الأمّة اليوم-:
تصدّر للتدريس كلّ مهوّس ***** بليد وتسمّى بالفقيه المدرّس
فحُقّ لأهل العلم أن يتمثّلوا ***** ببيت قد شاع في كلّ مجلس
لقد هزُلت حتى بدا من هزالها ***** كُلاها وحتى سامها كلّ مُفلس
فحُقّ لأهل العلم أن يتمثّلوا ***** ببيت قد شاع في كلّ مجلس
لقد هزُلت حتى بدا من هزالها ***** كُلاها وحتى سامها كلّ مُفلس
وخيرٌ منه وأحسنُ ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلّم:
((إنّ بين يدي الساعة سنين خدّاعة، يُكذّبُ فيها الصادقُ، ويصدّقُ فيها الكاذبُ، ويُخوّنُ فيها الأمينُ، ويُؤتمنُ فيها الخائنُ. ويتكلّمُ فيها الرُويبضةُ)) قيل: ما الرويبضة ؟ قال: ((الفويسقُ يتكلّمُ في أمر العامّة)).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق