الأثر الثاني عشر:
قال مسعر بن كدام رحمه الله تعالى: ((رحم الله من أهدى إليّ عيوبي في سرّ بيني وبينهُ، فإنّ النّصيحة فب الملأ تقريع)) ذكرهُ ابن عبد البرّ في (بهجة المجالس 1/47)
في هذا الأثر توجيه سلفيٌّ حكيمٌ وتقعيد منهجيٌّ عظيمٌ.
فإنّ النّاصح للمؤمنين حريصٌ على مصالحهم، مُراع لمشاعرهم، يأتيهم كما يُحبُّ أن يأتوهُ.
وإنّ السّتر على المؤمنين مطلبٌ شرعيٌّ نصّ عليه الكتابُ والسُنّة وجرى عليه عمل سلف الأمّة.
والنُّصحُ في السرّ أدعى إلى القبول والإذعان للحقّ، بخلاف النُّصح في العلن وفي الملأ فإنّهُ أدعى إلى التّعصُّب والبغي وبطر الحقّ.
قال مسعر بن كدام رحمه الله تعالى: ((رحم الله من أهدى إليّ عيوبي في سرّ بيني وبينهُ، فإنّ النّصيحة فب الملأ تقريع)) ذكرهُ ابن عبد البرّ في (بهجة المجالس 1/47)
في هذا الأثر توجيه سلفيٌّ حكيمٌ وتقعيد منهجيٌّ عظيمٌ.
فإنّ النّاصح للمؤمنين حريصٌ على مصالحهم، مُراع لمشاعرهم، يأتيهم كما يُحبُّ أن يأتوهُ.
وإنّ السّتر على المؤمنين مطلبٌ شرعيٌّ نصّ عليه الكتابُ والسُنّة وجرى عليه عمل سلف الأمّة.
والنُّصحُ في السرّ أدعى إلى القبول والإذعان للحقّ، بخلاف النُّصح في العلن وفي الملأ فإنّهُ أدعى إلى التّعصُّب والبغي وبطر الحقّ.
ولنعتبر بما قاله الله تعالى لنبييه موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام ((إذهبا إلى فرعون إنّه طغى فقولا له قولاً ليناً))، وقوله تعالى لموسى عليه السلام: ((إذهب إلى فرعون إنّه طغى فقل هل لك إلى أن تزكّى وأهديك إلى ربّك فتخشى))، وقوله صلى الله عليه وسلّم: ((من كانت عنده نصيحةٌ لذي سُلطان فليأخذ بيده فليخلو به فإن قبلها قبلها، وإن ردّها كان قد أدّى الذي عليه))، وقوله عليه السلام: ((أعظم الجهاد كلمة حقّ تُقالُ عند سُلطان جائر)).
وعن سعيد بن جُمْهان قال: أتيتُ عبد الله بن أبي أوفى وهو محجوب البصر، فسلّمت عليه، قال لي: مَن أنت؟
فقلت: أنا سعيد بن جمهان،
قال: فما فعل والدك؟
قلت: قتلَتْه الأزارقة،
قال: (لعن الله الأزارقة ! لعن الله الأزارقة ! حدّثنا رسول الله أنهم: ((كلاب النار))،
قال: قلت : الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟
قال: بلى الخوارج كلها،
قال: قلت: فإنّ السلطان يظلم الناسَ ويفعل بهم،
قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال: "ويحك يا ابن جمهان ! عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السُّلطان يسمعُ منك فأْتِهِ في بيته فأخبره بما تعلم، فإن قَبِل منك وإلا فدَعْهُ؛ فإنّك لستَ بأعلمَ منهُ . اهـ
فقلت: أنا سعيد بن جمهان،
قال: فما فعل والدك؟
قلت: قتلَتْه الأزارقة،
قال: (لعن الله الأزارقة ! لعن الله الأزارقة ! حدّثنا رسول الله أنهم: ((كلاب النار))،
قال: قلت : الأزارقة وحدهم أم الخوارج كلها؟
قال: بلى الخوارج كلها،
قال: قلت: فإنّ السلطان يظلم الناسَ ويفعل بهم،
قال: فتناول يدي فغمزها بيده غمزة شديدة ثم قال: "ويحك يا ابن جمهان ! عليك بالسواد الأعظم، عليك بالسواد الأعظم، إن كان السُّلطان يسمعُ منك فأْتِهِ في بيته فأخبره بما تعلم، فإن قَبِل منك وإلا فدَعْهُ؛ فإنّك لستَ بأعلمَ منهُ . اهـ
فليتّق الله أقوامٌ أرادوا النُّصح لولاة أمورهم فقارعوهم أمّام النّاس وشهّروا بهم أمام الملأ وعيّروهم بعيوبهم وأخطائهم وذنوبهم على المنابر وفي الكتب والصُّحف والمجلات والمنتديات، فإنّهم والله ما زادوهم إلا طُغياناً وجبروتاً وبطراً للحقّ وغمطاً للنّاس.
فهذان طريقان اثنان لا ثالث لهما طريقّ ربانيُّ موسويٌّ محمّديُّ سلفيُّ وطريقٌّ حُرقوصيٌّ خارجيٌّ خلفيٌّ. فلينظر الواحدُ منّا أيّ الطريقين يختار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق