الأثر الثالث عشر:
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((ومن أصول هذا الموضع أنّ مجرّد وجود البغي من إمام أو طائفة لا يوجبُ قتالهم، بل لا يُبيحُهُ، بل من الأصول التي دلّت عليها النُّصوص أنّ الإمام الجائر الظالم يُؤمرُ النّاسُ بالصبر على جوره وظلمه وبغيه ولا يُقاتلونهُ، كما أمر النّبيُّ صلى الله عليه وسلّم في غير حديث، فلم يأذن في دفع البغي مُطلقاً بالقتال بل إذا كانت فيه فتنةٌ نهى عن دفع البّغي به وأمر بالصبر)) (الاستقامة 1/31)
لقد أبت الحكمة الإلهيةُ إلا أن يتميّز أهل الحقّ عن أهل الباطل. قال تعالى: ((ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيّب)) والطيّبُ: ما وافق الحقّ، والخبيثُ: ما خالفهُ.
وإنّ الله تعالى خلق الخلق ليمتحنهم ويبتليهم فأجرى عليهم سُننهُ الكونية والشرعية.
فمن سُننه الكونية أن جَعَلَ حُكّامَهُم من جنس أعمالهم، فسلّط عليهم بذنوبهم ومعاصيهم حُكّاماً ظلَمَةً فجَرَةً لا يرقبون فيهم إلاًً ولا ذمّة، بل ويكأنَّ حُكّامهم صُوَرٌ لأعمالهم.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((ومن أصول هذا الموضع أنّ مجرّد وجود البغي من إمام أو طائفة لا يوجبُ قتالهم، بل لا يُبيحُهُ، بل من الأصول التي دلّت عليها النُّصوص أنّ الإمام الجائر الظالم يُؤمرُ النّاسُ بالصبر على جوره وظلمه وبغيه ولا يُقاتلونهُ، كما أمر النّبيُّ صلى الله عليه وسلّم في غير حديث، فلم يأذن في دفع البغي مُطلقاً بالقتال بل إذا كانت فيه فتنةٌ نهى عن دفع البّغي به وأمر بالصبر)) (الاستقامة 1/31)
لقد أبت الحكمة الإلهيةُ إلا أن يتميّز أهل الحقّ عن أهل الباطل. قال تعالى: ((ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيّب)) والطيّبُ: ما وافق الحقّ، والخبيثُ: ما خالفهُ.
وإنّ الله تعالى خلق الخلق ليمتحنهم ويبتليهم فأجرى عليهم سُننهُ الكونية والشرعية.
فمن سُننه الكونية أن جَعَلَ حُكّامَهُم من جنس أعمالهم، فسلّط عليهم بذنوبهم ومعاصيهم حُكّاماً ظلَمَةً فجَرَةً لا يرقبون فيهم إلاًً ولا ذمّة، بل ويكأنَّ حُكّامهم صُوَرٌ لأعمالهم.
ومن سُنَنه الكونية أيضاً أن لم يجعل فَرَجَهُم ومخرجهم ممّا هم فيه إلا بالتّوبة إليه سُبحانهُ والرجوع إلى تحكيم شرعه في كلّ جوانب الحياة حُكّاماً ومحكومين سواء بسواء.
ومن سُنَنه الشرعية أن أمرهم بالصبر على جور وظُلم حُكّامهم وعدم الخروج عليهم وقتالهم ما داموا يصلّون حقناً لدمائهم ولألا تكون فتنة.
إنّ هذا التقرير ليس من نسج الأوهام ولا من التخاذل والانهزام، وليس من تأليف المُخابرات ولا من العمالة لبعض الجهات، بل هو من صميم الدّين وأُسّه.
وقد تقدّم في ما تقدّم من الآثار عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنّ ((كلّ ما أوجب فتنة وفرقة فليس من الدّين سواء كان قولا أو فعلا)). فكيف بما يوجبُ فتنةً وفُرقةً وضياعاً للأوطان وفناءاً للأعمار وخراباً للدّيار ؟؟!!
إنّ بثَّ أثر كهذا بين النّاس اليوم ونشره بينهم يُعدُّ جريمةً شنعاء يُعاقبُ عليها قانون التعصُّب والجّهل والغباء !
ولكَ أن تتخيّلَ أن يخرُجَ من يحملُ وَرَقَةً في يده مكتوبٌ عليها كلام شيخ الاسلام الآنف ليَتلُوَهُ على جموع المُتظاهرين الثائرين الذين يعيثون في الأرض فساداً فلا يأتون على محلّ إلا ونهبوهُ، ولا بنك إلا وسرقوهُ، ولا مصنع إلا وأحرقوهُ ودمّروهُ، وهو يهتفون بأعلى ما يستطيعون: (لا للدّكتاتورية ... نعم للدّيموقراطية) !
لك أن تتخيّلَ ما سيكونُ مصيرُهُ على أيدي هؤلاء !!
وما وَصَلنا إلى ما وصلنا إليه من هذا الضياع والانحطاط إلى بسبب ذنوبنا وجهلنا بأصول ديننا وبُعدنا عن كتاب ربّنا وسنّة نبيّنا صلى الله عليه وسلّم ومنهج سلفنا الصالح رضي الله عنهم، وفصامنا النّكد عن عُلمائنا الربّانيين النّاصحين المُشفقين واتّباعنا لأهواء المشبوهين الموتورين من دُعاة جماعة الإخوان المُسلمين بل المُجرمين.
بصّرني اللهُ وإيّاكم بأصول ديننا وعصمني وإيّاكم من مضلات الأهواء وثبّتني وإيّاكم على الحقّ وأعاننا على الصبر حتى نلقاهُ. اللهمّ آمين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق