مرحباً بكم على مدوّنة ((الغريب الأثري)) تابعوا معنا آخر المقالات والمواضيع. نتمنى لكم متابعة ممتعة ومفيدة..

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

11/ الحرب أوّل ما تكون فتيّة

الأثر الحادي عشر:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ((ولا تقع فتنةٌ إلا من ترك ما أمر الله به، فإنّهُ سُبحانهُ أمر بالحقّ وأمر بالصبر. والفتنةُ إمّا من ترك الحقّ وإمّا من ترك الصبر)) (الاستقامة 1/35)
فكيف إذا اجتمعَ تركُ الحقّ من إخلاص العبادة لله وحدهُ لا شريك له واتّباع رسوله صلى الله عليه وسلّم في الأقوال والأفعال والأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر، كيف إذا اجتمع تركُ هذا الحقّ أو بعضهُ مع ترك الصبر على جور السلطان وحيف الأمّة وشدّة المؤنة ؟


وإنّ أعظم الفتن التي قد تعصف بالشعوب هي تلك التي تأتي على اليابس والأخضر فلا تُبقي خيراً ولا تذر، فيهلَك فيها الصغير والكبير والغنيُّ والفقير.
ولم نرى عبر تاريخ أمّتنا الحافل فتنةً هذا وصفُها إلا فتنةً كان سببها الخروج على الحكّام ومُنابذتهم السّيف وعدم الصبر على جورهم وظلمهم.
ولقد رأينا في تاريخ هذه الأمّة نماذج وصور من محاولات للخروج على الحُكّام من قبَل أقوام كانت عقائدُهم أصفى بكثير من عقائد من يخرجون على حكّامهم اليوم.
فلم يكن في أولئك من يحلفُ بغير الله ولا من ينذرُ لغير الله ولا من يُصدّقُ بالنّجوم ولا من يأتي السّحرة والعرّافين والمُشعوذين ولا من يطوفُ بالقبور ويستغيثُ بالمقبور –كما هو حال كثير من الشعوب الثائرة في وجوه حكّامها اليوم-.
لكن لمّا تركَ أولئك ما أمر الله به من الصبر على ولاة الأمور وظلمهم أحدثوا فتناً لا زلنا نعيشُ آثارها ونتجرّعُ مرارتها ونكتوي بحرّها إلى يوم النّاس هذا.
فكيف يكون الحالُ إذا كان الخارجُ على الحُكّام شعباً –أغلبُهُ- تاركٌ للصلاة والصيام وغيرها من شعائر الإسلام ؟؟
وكيف يكون الحالُ إذا كان هذا الخارجُ شعباً -أغلبُهُ- يعتقدُ في قبور الأولياء ما لا يقدرُ عليه إلا ربُّ الأرض والسماء ؟؟
وكيف يكونُ الحالُ إذا كان خروجُ هذا الشعب لتحقيق الديموقراطية أو لتصفية حسابات شخصية أو لتحصيل منافع ماديّة دُنيويةّ ؟؟
إنّ حال الخارجين على الحكّام اليوم في بعض البلاد كحال الذين ((يخربون بيوتهم بأيديهم)).
وما أحسن ما كان يمتثل به سلفنا الصالح عند أوقات الفتن من أبيات لامرئ القيس:
الحرب أوّل ما تكون فتيّة **** تسعى بزينتها لكلّ جهول

حتى إذا اشتعلت وشبّ ضرامها **** ولّت عجوزاً غير ذات حليل

شمطاء ينكرُ لونها وتغيّرتْ **** مكروهة للشمّ والتقبيل


وأحسن منه ما قاله الله تعالى في كتابه العزيز: ((وتلك الأمثال نضربُها للنّاس وما يعقلها إلا العالمون))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عدد زوار الموقع