مرحباً بكم على مدوّنة ((الغريب الأثري)) تابعوا معنا آخر المقالات والمواضيع. نتمنى لكم متابعة ممتعة ومفيدة..

الاثنين، 24 فبراير 2014

:: هل نتمنى أن يحكم السيسي العالم الإسلامي ؟! ::




ورد عليّ سؤال على بريدي الالكتروني هذا نصّه:

هل كان محمّد مرسي وليّ أمر شرعيّ ؟

وهل تتمنى أن يحكم السيسي العالم الإسلامي ؟! أريد معرفة موقفك ورأيك وشكراً.

الجواب: نعم كان محمّد مرسي ولي أمر شرعي في فترة حكمه وإن أبغضناه وأبغضنا حزبه وعقيدته ومنهجه ولكنّه رجلٌ وصل إلى الحكم بطريقة محرّمة وهي الانتخابات (وهي وسيلة إلى الحكم محرّمة ابتداءً شرعية انتهاءً) واستتبّ له الأمر وأقرّ له النّاس بالإمامة وصارت الأمور تسير تحت يده وعرف القاصي والداني أنّ رئيس مصر هو محمّد مرسي فلزمت طاعته واعتقاد أنّ له بيعة في أعناق المصريين وحرم الخروج عليه بالكلمة أو بالسيف.


وهذا أمرٌ معلوم يعلمه صغار طلبة العلم والأدلّة عليه كثيرة ونصوص الأئمّة في تصحيح ولاية الحاكم المتغلّب الذي استتبّ له الأمر لا حصر لها والإجماع على ذلك منعقد فمن خالف في ذلك رُمي بالجهل والضلال.

وأمّا الآن بعد أن تغلّب الفريق عبد الفتاح السيسي ونحّى الرئيس السابق محمّد مرسي بحيث أصبح هذا الأخير مسجوناً وعاجزاً عن التحكّم في رقاب النّاس وسياسة أمور الدّولة صار الفريق عبد الفتّاح السيسي أو من نصّبهُ نائباً عنهُ وليّ أمر المصريين ولزمت المصريين طاعته وبيعته.

هذا ما جاءت به الشريعة من اعتبار الحكم للمتغلّب الذي استتب له الأمر وهذا قمّة الحكمة وعين العقل وما هذا إلا لأنّ الله تعالى ما شرع شرائعه إلا لجلب المصالح للنّاس وتكثيرها ودفع المفاسد عنهم وتقليلها ... فالحمد لله ربّ العالمين.

وأمّا أن نتمنّى أن يحكم السيسي العالم الإسلامي بأسره ففرق بين الواقع والتمنّي ونحنُ وإن اعتقدنا اليبيعة للسيسي أو لغيره من حكّام المسلمين في كلّ الدول الإسلامية فلا نتمنى أن يحكم العالم الإسلامي إلا رجل من أهل الاستقامة والتقوى وعلى عقيدة السلف أصحاب الحديث وصاحب خبرة واسعة في مجال السياسة ونظام الحكم وما يقتضيه مقام الرئاسة .

  فلو فرضنا أنّ السيسي أفضل من عبد النّاصر ومن السادات ومبارك ومرسي فلا يصحُّ أن يتمنى طالب علم يُعرفُ بالسلفية أن يحكم العالم الإسلامي بأسره إلا من يحكّم كتاب الله تعالى في أمور المسلمين العامّة والخاصّة ومن عُرف بصحّة العقيدة وحسن الخلق وصلابة المواقف المبنية على الشرع لا على الهوى والرياء.

فقول من قال بأنّه يتمنى أن يحكم السيسي العالم بأسره كلام يُحسبُ عليه ويُنسبُ إليه فلا يتعدّاهُ وهذا رأيهُ هو الذي نعتقدُ أنّهُ رأيٌ بعيدٌ عن العلم والإنصاف والعدل كما أنّ هذا الجواب منّي يلزمني أنا ولا يمثّل شخصاً غيري فإن أصبتُ فالفضل لله وإن أخطأتُ فمنّي ومن الشيطان والله ورسوله منه براء.

هذا والله تعالى أعلم وأحكم وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عدد زوار الموقع