مرحباً بكم على مدوّنة ((الغريب الأثري)) تابعوا معنا آخر المقالات والمواضيع. نتمنى لكم متابعة ممتعة ومفيدة..

الجمعة، 29 نوفمبر 2013

:: لا يفتكُ مؤمنٌ ... نداءٌ إلى الأمّة الإسلامية جمعاء ::



لا يفتكُ مؤمنٌ ... نداءٌ إلى الأمّة الإسلامية جمعاء.

قال ابن أبي شيبة في مصنّفه: ((37435حدثنا إسحاق بن منصور قال حدثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وسلم:  ((لا يفتك مؤمن الإيمان قيد الفتك)).
37436 حدثنا أبو أسامة عن عوف عن الحسن قال: جاء رجل إلى الزبير أيام الجمل فقال أقتل لك عليا.
 قال: وكيف؟
 قال: آتيه فأخبره أني معه ثم أفتك به .
 فقال الزبير: لا! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الإيمان قيد الفتك لا يفتك مؤمن)) اهـ

والفتك (هو أن يأتي صاحبه وهو غافل فيشد عليه فيقتله) و(قال في النهاية: الفتك أن يأتي الرجل صاحبه وهو غار غافل فيشد عليه فيقتله والغيلة أن يخدعه ثم يقتله في موضع خفي).

و معنى الحديث أن الإيمان يمنع من الفتك الذي هو القتل غدرا كما يمنع القيد من التصرف والله أعلم.
  
((لا يفتك مؤمن)) أي إيمانه يمنعه عن الفتك  (عون العبود ج2/ص323 بتصرّف).
والسبب في المنع من الفتك هو كما قال في فيض القدير (ج3/ص186): ((... ((لا يفتك مؤمن)) خبر بمعنى النهي لأنه متضمن للمكر والخديعة أو هو نهي)).

وأمّا ما وقع في عهده عليه الصلاة والسلام من الفتك ببعض الكفّار المحاربين لدين الإسلام فقد قال صاحب فيض القدير: ((وما روي من الفتك بكعب بن الأشرف وابن أبي حقيق وغيرهما فكان قبل النهي أو هي وقائع مخصوصة بأمر سماوي لما في المفتوكين من الغدر وسب الإسلام وأهله. اهـ))


وبعدُ: لقد مرّ بنا ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلّم من النّهي المؤكّد والغليظ عن الفتك والغدر بالإنسان لما في ذلك من الخسّة والمكر والخديعة ممّا يتنافى وأخلاق المسلم وروح الإسلام العظيم. ورأيتَ كيف حمل أهل العلم النّهي عن الفتك على عمومه فشمل حتّى الكافر الأصلي فضلاً عن المسلم الذي يشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمّداً عبد الله ورسوله ؟!!

فالسؤال هو: كيف استساغ دعاةُ الإخوان المجرمين الفتك ببعض خصومهم من المسلمين ؟! وما دليلهم على ما يصنعون وما حجّتهم فيما يفعلون ؟!

إنّ ما وقع قديماً وما يقع هذه الأيّام وما سيقع –تخميناً- من بعض الاغتيالات السياسية لخصوم الإخوان المجرمين من المسلمين هو تأكيد منهم على خارجيتهم وعلى ضلالهم وسوء نياتهم وفساد مقاصدهم وخبث طويّاتهم.

وأنّهم لا همّ لهم إلا الوصول إلى سدّة الحكم والتربّع على كرسي الرئاسة ولو على حساب كلّ الشرائع والأعراف والأخلاق والنظم والقوانين.

إنّي لازلتُ أذكرُ تلك الفتوى المهزلة التي تفوّه بها أحد قادة الجيش الإخواني الإرهابي عندنا في الجزائر حينما قال: (من يقتل شرطياً فله أجر ومن يقتل دَرَكياً فله أجران) !!

ونسي ذلكم المجرمُ أنّ كلاً من الشرطي والدَرَكيّ مسلمان معصوم دمهما بنصّ كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وسلّم !

ولازلتُ أذكرُ كيف كان أعداء الله من الخوارج في بلادنا يُخرجون من المساجد من يحكمون عليه بالقتل فيقتلونه شرّ قتلة والنّاس ينظرون !!

لقد كشّر الإخوان المجرمون عن أنيابهم وأظهروا للنّاس عوراتهم وأعلنوا ما كانوا بالأمس يُبطنون وعرف القاصي والداني حقيقتهم وحقيقة رموزهم ومفكّريهم ودعاتهم.

لقد سقط القناع أو بالأحرى أسقط الإخوان القناع عن وجوههم القبيحة وبانت للنّاس ملامحهم الشيطانية واتّضحت علاقاتهم بالماسونية والصهيونية العالمية !!

 فقد وقفت جميع دول الكفر إلى جانب الإخوان وهذا ما لا يتقبلّه عقل إنسان ؟! فهل يسعى أولئك الكفرة إلى تحكيم الشريعة ؟! أم يا ترى يطمحُ أعداء الإسلام إلى استرجاع خلافة الإسلام ؟! والجواب معروف ومعلوم ولا يخفى إلا على أشباه الأنعام ؟!!

لقد اتّضحت الحقيقة وعلم النّاس بل تيقّنوا أنّ من كان يدعو بالأمس إلى تحكيم الشريعة هو أبعد النّاس عن الشريعة بل هو من أشدّ النّاس حرباً على الشريعة !! وأنّ من كان يحمل شعار ((الإسلام هو الحل)) صار يحمل شعار الإرهاب والقتل والفوضى هي الحل.

وبان للنّاس صدق كلام العالم الرباني والمحدّث الكبير والسلفي الشهير أبو الأشبال أحمد محمّد شاكر رحمه الله تعالى ورفع قدره في علّيين حين قال: ((حركة الشيخ حسن البنا وإخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدامة، ينفق عليها الشيوعيون واليهود كما نعلم ذلك علم اليقين)) (شؤون التعليم والقضاء ص 48)...

فهلا استيقظت الشعوب والحكومات من سباتها وهلا أحسوا بمدى خطر هذه الجماعة الإجرامية الخائنة التي تسببت في إهلاك الأنفس وإتلاف المال العام وإضعاف الدول الإسلامية وتسببت في تسليط أعداء الإسلام على بلدان المسلمين منذ نشأتها إلى يوم النّاس هذا  !!!

فكيف بالله عليكم تخرج عصابات من الجهّال إلى الشوارع مطالبين بعودة الرئيس الإخواني الذي خان الأمّة العربية والإسلامية من قبل أن يتولّى الحكم ؟! وكيف يعتلي المنابر خطباء الإخوان مطالبين بالشرعية التي كفلتها لهم الديموقراطية الكافرة في حين لم يطالبوا بتحكيم الشريعة في رئيسهم المعزول وهو الذي خان أمّته من قبل ومن بعد ؟!

فهل يخفى على هؤلاء الجهّال ما صنعه (رئيس الولايات العربية المتّحدة)[1] !! من خيانة عظمى في قضيّة الكربون الأسود ؟! هل يخفى على هؤلاء الجهّال المطالبين بعودة رئيس الإخوان استخبار هذا الأخير لصالح الأمريكان ؟!

وهل يخفى على هؤلاء ما صرّح به رئيسهم المفدّى بأنّه لا يوجد خلاف بين عقيدة المسلمين وعقيدة النّصارى !! وأنّ الخلاف بينهم ديناميكي !؟

هل يخفى على هؤلاء تصريح رئيسهم المفدّى بأنّ قول الله تعالى ((لقد كفر الذين قالوا إنّ الله ثالث ثلاثة)) لا يدخل فيه نصارى مصر يريدُ بذلك نزع اسم الكفر عنهم !!؟؟

وهل يخفى على هؤلاء الجهّال ما صرّح به رئيسهم وقائدهم بأنّه يسعى إلى أن تكون مصر دولة مدنيةً بكلّ ما تحمله الكلمة من معان ؟! وهي والله كلمة لا تحمل إلا معاني الشرّ والكفر والفسوق والعصيان مما حدا ببعض رموزكم –وهو الكوميدي وجدي غنيم- إلى الردّ على رئيسكم !!

وهل يخفى على هؤلاء الجهّال ما قام به رئيسهم من تيسير بناء حسينيات الشيعة الرافضة على أرض مصر وهو الأمر الذي لم يكن له وجود منذ صلاح الدين الأيوبي ؟!!

وهل يخفى على هؤلاء ما قامت به أمريكا من إنفاق ملايين الدولارات على حملة رئيسهم !! كلّ هذا لغرض ما في نفسها وأيٍّ كان هذا الغرض فهو ليس في صالح الإسلام والمسلمين !!!  

وبعدُ: فهل نأسفُ على عزل رئيس هذا حاله ؟! وهل يعي دعاة الضلالة الذين قالوا: ((إنّ عزل مرسي يعدل الشرك بالله تعالى)) ؟!! وقالوا: ((إنّ هدم الكعبة أهون من عزل مرسي)) ؟!! وقالوا: ((إنّ الصراع القائم في مصر بين الإخوان والجيش هو صراع بين الإسلام والكفر)) ؟!! وقالوا: ((اللي يمسّ مرسي بالميّه –الماء- نمسوا بالنّار)) وقالوا: ((ستكون هديّة أهالي سيناء لعبد الفتّاح السيسي السيارات المفخخة)) وقالوا: ((لقد صنع عبد الفتاح السيسي منّا قنابل موقوتة وسيكون بين كلّ عشرة منّا من يفجّر نفسه)) !! فهل يعي هؤلاء الدعاة حجم ضلالهم وما تسببوا فيه من خسائر ومحن أصابت أمّتهم وأوطانهم وعقيدة أتباعهم ؟!  

إنّ الذي يجري اليوم في مصر بين الجيش المصري والعصابة المجرمة الخائنة الأثيمة التي تسمّت بالإخوان المسلمين لهو صراعٌ بين الدولة والخوارج الذين فارقوا الجماعة وشقوّا عصا الطاعة وبغوا على البلاد والعباد فأكثروا فيها الفساد فسامهم الله تعالى سوء العذاب فسلّط عليهم رجلاً كانوا يعدّونه منهم فاستأصل شأفتهم وقطع دابرهم ومزّقهم كلّ ممزّق ...

فنسأل الله تعالى أن يمنّ على جميع الدول العربية والإسلامية بحكومات فطنة تعي خطر الإخوان المجرمين على المسلمين وغير المسلمين من المعاهدين والمستأمنين فتستأصلهم وتقطع دابرهم وتحكّم فيهم شرع الله تعالى وإنّ ذلك على الله ليسير وصلى الله على نبيّه محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا.

 أخوكم الغريب.       

 


[1]  كما سمّاه بذلك الإخواني المحتال صفوت حجازي !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عدد زوار الموقع