لقد عرف التاريخ الإسلامي -وغير الاسلامي على السواء- منافقين ومتلوّنين وفتّانين كُثُرٌ بدأً من إبليس اللعين والسامري وبولص وابن سلول من معه من المنافقين وعبد الله بن سبأ وجمال الدين الأفغاني ومن جاء قبلهم ومن جاء بعدهم كثير... ولعلّ السمة التي تجمع أكثرهم هي الفرار من الفتنة والخروج منها –بعد إضرامها- كما تخرج الشعرة من العجين ...

لقد ذكّرتني هذه الوقعة بعبد الله بن سبأ الأوّل وكيف قام الخبيث بإضرام نار الفتنة وإشعال فتيلها فتسبب في اقتتال جمع من خيرة ما ولدت الحرائر ثمّ هرب منها عدوّ الله ولم يصبه في دنياه مكروه. وذكّرتني كذلك بصنيع عدوّ الله القرضاوي -ابن سبأ الثاني- حيث تسبب في خراب ديار مئات الآلاف من الأبرياء والمساكين من المسلمين في ليبيا وسوريا وغيرها من البلاد بينما يتمتع هو –قاتله الله- بالزّوجات الشابّات في القصور والطائرات الخاصّة.
ولقد أوقفني ذات جمعة وأنا متوجّه إلى إحدى المساجد لأداء صلاة الجمعة أوقفني شابٌّ عرفت من لهجته أنّه سوريٌّ فطلب منّي مساعدته في الوصول إلى مسجد الأمير عبد القادر بقسنطينة لعلّه يجد من يمدُّ له يد العون هناك ... فحملته في سيارتي وأخذتُ أسأله عن الأوضاع في سوريا ... فتفاجئتُ به ينفجرُ باكياً وقال لي بالحرف الواحد: لقد مرّ أكثر من أسبوع ولم أسمع شيئاً عن زوجتي وابنتي ... والله لا أدري أهم أحياء أم أموات !!! ثمّ قال لي: في الوقت الذي تُقتّلُ فيه عوائلنا وتُنتهكُ أعراضُنا يُسافر القرضاوي ليقضي شهر العسل مع زوجته الجديدة ... والله لن أسامحه، والله لن أسامحه ...
والله الذي لا إله غيره لقد قفّ شعري من كلمات ذلكم الشابّ المسكين ... وتخيّلتُ نفسي مكانه –وأنا أبٌ لطفلة مثله- فأحسستُ بشدّة الألم الذي أحدثه عدوّ الله القرضاوي ومن شاركه من المرتزقة باسم الدّين الإسلامي الحنيف. فحقّ لنا أن نقول له وللمرتزقة من أمثاله ما قاله كليم الله موسى بن عمران لعدوّ الله السامريّ ((قال فاذهب فإنّ لك في الحياة أن تقول لا مساس وإنّ لك موعدا لن تُخلَفه)).

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق