مرحباً بكم على مدوّنة ((الغريب الأثري)) تابعوا معنا آخر المقالات والمواضيع. نتمنى لكم متابعة ممتعة ومفيدة..

الأربعاء، 31 يوليو 2013

:: تنبيه شمس الدين الغبي إلى كفريات ابن عربي ::




((... وهؤلاء الذين يزعم أحدهم أنه يراه (أي الله تعالى) بعيني رأسه في الدنيا هم ضلال، كما تقدم، فإن ضموا إلى ذلك أنهم يرونه في بعض الأشخاص؛ إما بعض الصالحين، أو بعض المردان، أو بعض الملوك أو غيرهم، عظم ضلالهم وكفرهم، وكانوا حينئذ أضل من النصارى الذين يزعمون أنهم رأوه في صورة عيسى ابن مريم‏.

بل هم أضل من أتباع الدجال الذي يكون في آخر الزمان، ويقول للناس‏:‏ أنا ربكم‏!‏ ويأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت ‏!
‏ ويقول للخَرِبَة‏:‏ أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها ‏!‏
وهذا هو الذي حذر منه النبي صلى الله عليه وسلم أمته، وقال‏:‏‏((‏ما من خلق آدم إلى قيام الساعة فتنة أعظم من الدجال‏))‏، وقال‏:‏‏((‏إذا جلس أحدكم في الصلاة فليستعذ بالله من أربع؛ ليقل‏:‏ اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال‏))‏‏.‏

فهذا ادَّعَى الربوبية وأتى بشبهات فَتَنَ بها الخلق، حتى قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم ‏:‏‏((‏إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، واعلموا أن أحدًا منكم لن يرى ربه حتى يموت‏))‏، فذكر لهم علامتين ظاهرتين يعرفهما جميع الناس؛ لعلمه صلى الله عليه وسلم بأن من الناس من يضل فيجوز أن يرى ربه في الدنيا في صورة البشر، كهؤلاء الضلال الذين يعتقدون ذلك، وهؤلاء قد يسمون [‏الحلولية‏]‏ و[‏الاتحادية‏]‏‏.‏


وهم صنفان ‏:‏

قوم يخصونه بالحلول أو الاتحاد في بعض الأشياء؛ كما يقوله النصارى في المسيح ـ عليه السلام ـ والغالية في علي ـ رضي الله عنه ـ ونحوه؛
وقوم في أنواع من المشائخ، وقوم في بعض الملوك، وقوم في بعض الصور الجميلة، إلى غير ذلك من الأقوال التي هي شر من مقالة النصارى‏.‏

وصنف يعمون فيقولون بحلوله أو اتحاده في جميع الموجودات ـ حتى الكلاب والخنازير والنجاسات وغيرها ـ كما يقول ذلك قوم من الجهمية ومن تبعهم من الاتحادية‏:‏ كأصحاب ابن عربي، وابن سبعين، وابن الفارض، والتلمساني، والبلياني، وغيرهم‏.‏

ومذهب جميع المرسلين ـ ومن تبعهم من المؤمنين وأهل الكتب ـ أن الله سبحانه خالق العالمين، ورب السموات والأرض وما بينهما، ورب العرش العظيم، والخلق جميعهم عباده وهم فقراء إليه‏.‏

وهو ـ سبحانه ـ فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه، ومع هذا فهو معهم أينما كانوا؛ كما قال سبحانه وتعالى‏:‏ ‏((‏هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ‏))‏ ‏[‏الحديد ‏:‏4‏]‏‏.‏

فهؤلاء الضلال الكفار؛ الذين يزعم أحدهم أنه يرى ربه بعينيه، وربما زعم أنه جالسه وحادثه أو ضاجعه‏!‏
وربما يعين أحدهم آدميًا؛ إما شخصًا، أو صبيًا، أو غير ذلك، ويزعم أنه كلمهم، يستتابون، فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم وكانوا كفارًا؛ إذ هم أكفر من اليهود والنصارى الذين قالوا‏:‏ ‏((‏إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ‏))‏ ‏[‏المائدة‏:72‏].
‏ فإن المسيح رسول كريم وجيه عند الله في الدنيا والآخرة ومن المقربين، فإذا كان الذين قالوا‏:‏ إنه هو الله وإنه اتحد به أو حل فيه قد كفرهم وعظم كفرهم، بل الذين قالوا‏:‏إنه اتخذ ولدًا حتى ٍقال‏:‏ ((‏وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا‏)) ‏[‏مريم‏:‏88 ـ 93‏]‏.

فكيف بمن يزعم في شخص من الأشخاص أنه هو‏؟‏

هذا أكفر من الغالية الذين يزعمون أن عليًا ـ رضي الله عنه ـ أو غيره من أهل البيت هو الله‏.

‏ وهؤلاء هم الزنادقة؛ الذين حرقهم علي ـ رضي الله عنه ـ بالنار، وأمر بأخاديد خدت لهم عند باب كندة، وقذفهم فيها بعد أن أجلهم ثلاثًا ليتوبوا، فلما لم يتوبوا أحرقهم بالنار، واتفقت الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ على قتلهم؛ لكن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ كان مذهبه أن يقتلوا بالسيف بلا تحريق، وهو قول أكثر العلماء، وقصتهم معروفة عند العلماء‏.

من مجموع فتاوى ابن تيمية


فصــل في أن دين الله وسط بين الغالي فيه، والجافي عنه.


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فلا يزال شمس الدين الحقير يبثُّ سمومه في عقول المسلمين الطيبين عن طريق ما يكتبه في الجرائد اليومية الجزائرية خاصة جريدة (الشروق) الإخبارية اليومية.
ولا زلت أتعجب من جرأة هذا الجاهل الضال على خوض المسائل الكبار وهو لا يُتقن بديهيات العلم الشرعي!
ولا زلت أتعجب من إصرار هذا الرجل على ضلاله وغيّه رغم ما كتبنا وكتب غيرنا في نصحه والأخذ بيده بالتي هي أحسن، ولكنّ الرجل لا يأتي عليه يوم إلا ويزداد ضلالا على ضلاله ويزداد بغضاً وحقداً للسنّة وأهلها، بل وللإسلام وأهله!!
نعم لستُ أشكُّ أنّ من يطعن في أئمّة الهدى وأعلام السنّة ومشايخ الإسلام ويحطّ من قدرهم ويكل إليهم أبشع التهم وأرذل الألقاب والأوصاف كالإمام أحمد بن حنبل وابنه الإمام عبد الله وإمام الأئمّة ابن خزيمة والإمام عثان بن سعيد الدارمي والإمام أبي يعلى والآجرّي واللالكائي وابن بطّة والبربهاري وابن تيمية وابن القيّم وابن كثير والذهبي وابن عبد الوهاب وابن باديس وابن باز والألباني وابن عثيمين وربيع المدخلي واللجنة الدائمة وغيرهم، لستُ أشكّ أنّ من يفعل ذلك لايعدو أن يكون أحد رجلين:
إمّا أنّه عدوّ للدعوة السلفية مدفوع له من طرف أعداء الإسلام للقضاء على الإسلام المتمثل في العقيدة السلفية والمنهج السلفي باسم الإسلام.
وإمّا أن يكون جاهلا ضالاً قد اختلطت عليه الأمور واشتبهت عليه الحقائق فتكلّم في أمور كبيرة عنه فأتى بطوام يندى لها كلّ جبين.

ولكنّي –وللأسف- أرجّح الاحتمال الأوّل لقرائن قامت عندي أكّدت لي أنّ الرجل ليس له همّ إلا القضاء على الإسلام المتمثّل في الدعوة السلفية التي عرفت رواجا كبيرا جدا جدا في المجتمع الجزائري وبالتالي نشر كل ما يخالف هذه العقيدة من تصوّف وتشيّع ورفض وتجهّم واعتزال!
أقول تأكّدت من ذلك حين ناقشته ذات مرّة في مسائل عديدة وكان من ظمن ما تناقشنا حوله مسألة تكفيره لشيخ الإسلام ابن تيمية وطعنه في البربهاري وابن بطّة العُكبُري وثناءه على ابن عربي رأس الكفر والإلحاد فكان مما قال لي ولا أزال أذكره إلى اليوم: ((أنا اللي حطّمتُ ابن تيمية تاعكم وكشفتُ البربهاري هذا وشوّهت السمعة تاعكم في المجتمع، أنا اللي فضحتكم وأصبح النّاس يكرهوكم بسببي)) !! هنا وفي هذه اللحظة أنهيتُ المناقشة وانصرفتُ !
وأصبحتُ على يقين شبه كلّي أنّ الرجل سيسعى جاهداً للنيل من الدعوة السلفية وللحدّ من انتشارها بين الشباب وأنّه سيستعمل لأجل غايته الخبيثة هذه كلّ ما تتيحه له المدنية من وسائل وكلّ ما تتيحه له أخلاقه المنحطّة من رذائل وإن أدى به الحال إلى تعمّد الكذب الصريح !!

فأجابه المفتي (!) شمس الدين قائلا –ومستهزئا-: تزوّجها وأنشئ أبناءك على أصول جماعة الدعوة والتبليغ !!!
هكذا يفتري هذا الكذّاب الأشر هذه الفرية ويزعم أنّ السلفيين في الجزائر يستفتونه ويرجعون إليه ويطلبون منه النصيحة والإرشاد !!
وليست هذه هي المرّة الأولى التي يصنع فيها هذا الكذّاب ما صنع، وما ذلك إلا ليحضى بالثقة عند العوام المساكين الذين يتبعون كلّ ناعق فيكسبهم إليه ويجرّهم إلى عقائد الكفر والإلحاد.
وقد جهل هذا الكذّاب أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم قال: ((لا يزال الرجل يكذب ويتحرّى الكذب حتى يُكتب عند الله كذّاباً)) !
وجهل هذا الكذّاب أيضاً أنّ الله قد لعن الكاذبين فقال: ((فلعنة الله على الكاذبين))
وفي أحد أعداد جريدة الشروق الجزائرية سأل شمس الدين نفسه (!) عن إمام الكفر والزندقة محيي الدين ابن عربي وعن معنى قوله في البيتين الشعريين:

فها هو في عدد اليوم من جريدة الشروق الموافق لـ 25 شعبان 1428 هـ يكتب أنّ سلفياً استفتاه (!) وأخبرهُ أنّه –أي السلفي- يعشقُ (!) فتاةً إخوانية (!) فما هو الحل ؟؟

الرب عبد والعبد رب*****يا ليت شعري من المكلّفُ


إن قلت عبد فذاك ربّ*****أو قلتَ ربُّ أنّى يكلّفُ


ثمّ أجاب على نفسه (!) بأنّ هذا البيت منسوب إلى هذا الإمام العظيم (!) وأنّ الحشوية أرادوا به كيداً فنسبوا إليه ما لم يقلهُ، وأنّ السادة الصوفية من أبعد النّاس عن عقيدة الحلول ووحدة الوجود (!!!) ثمّ أخذ يثني على ابن عربي بثناء عجيب ثمّ أخذ يسبّ –كعادته- السلفيين بسبّ بديء!
فلمّا عرض عليّ بعض من يحسنون الظنّ بي السؤال وجوابه قرّرتُ أن أردّ على هذا الحقير بما يفتح الله به عليّ من بيان ذكر بعض كفريات ابن عربي وبيان فساد اعتقاده وذكر أسماء من كفّره من أهل العلم وحكم عليه بالزندقة والمروق من الدين.
هذا وأسأل الله جلّ وعلى أن يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به المسلمين إنّه سميع قريب مجيب.
وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.

أبو عبد الله غريب بن عبد الله الأثري


(ملحوظة: سيجد القارئ الكريم بعض الكلام القبيح والتنقص لله تعالى ولأنبيائه ولولا واجب بيان عقيدة هذا الرجل من كتبه لما تجرّأتُ على قراءتها فضلا عن نقلها وتدوينها، وقد تقرّر عند أهل العلم أنّ ناقل الكفر ليس بكافر وأستغفر الله أولا وآخرا)

من هو ابن عربي؟
هو أبو بكر محمد بن علي بن محمد الحاتمي الطائي الأندلسي، المعروف بمحيي الدين ابن عربي, ولد بالأندلس, ورحل منها إلى مصر، وحج وزار بغداد ، واستقر في دمشق حيث مات ودفن سنة (638 هـ)، وله فيها الآن مسجد وقبر يُزار ويُطاف من حوله.
وقد اعتبر ابن عربي نفسه خاتم الأولياءوصرّح بذلك في عدّة مواضع من كتبه ونقلها عنه الكثير من أتباعه ولم ينكروها عليه.
من كتبه (فصوص الحكم) و(الفتوحات المكية)وفيهما من الكفر ما الله به عليم.
وسيأتي بعضها فيما بعد إن شاء الله تعالى.
تنبيه: يخلط كثير من النّاس بين الحافظ أبو بكر بن العربي والزنديق محيي الدين ابن عربي، فالأوّل معرّف ب (أل) وهو فقيه مالكي من كبار فقهاء الإسلام والثاني نكرة واسمه نكرة أي غير معرّف ب (أل) والفرق بين الرجلين كالفرق بين الليل والنّهار.
من أقوال علماء الإسلام الكبار في ابن عربي:
الإمام الذهبي:
قال رحمه الله تعالى: ((ومِن أردئ تواليفه (أي ابن عربي) كتاب "الفصوص"! فإن كان لا كفر فيه فما فيالدنيا كفر ، نسأل الله العفو والنجاة. فوا غوثاه بالله)). (سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).
وسنقف مع كتابه الفصوص بعد قليل إن شاء الله تعالى.

الحافظ ابن حجر العسقلاني:
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: ((سألت شيخنا الإمام سراج الدين البُلقيني عن ابن عربي ، فبادر الجواب: بأنه كافر.
فسألته عن ابن الفارض فقال: لا أحب أن أتكلم فيه.
قلت: فما الفرق بينهما والموضع واحد.؟ وأنشدته من التائية فقطع علي بعد إنشاء عدة أبيات بقوله: هذا كفر هذا كفر)).(لسان الميزان: 4ـ364).

وقال الحافظ أيضاً: ((ولا أرى يتعصب للحلاج إلا من قال بقوله الذي ذُكر أنه عين الجمع فهذا هو قول أهل الوحدة المطلقة ولهذا ترى ابن عربي صاحب الفصوص يعظمه ويقع في الجنيد ، والله الموفق)).(لسان الميزان: 2ـ315)

الصوفي العزّ بن عبد السلام:
وقال العز بن عبد السلام "رحمه الله" في ابن عربي على الرغم ممّا عند العزّ من تصوّف وخرافة وعداء للعقيدة السلفية إلا أنّه قال عنه: ((شيخُ سوءٍ مقبوحٍ ، يقول بِقِدَمِ العالَمِ ، ولا يُحَرِّم فرجاً)). (سير أعلام النبلاء: 23ـ 48).

أسماء بعض العلماء الذين حكموا على ابن عربي بالكفر والمروق من الدين:
ألّف العلامة الشيخ برهان الدين البقاعي (من علماء القرن التاسع الهجري) كتابا أسماه (تنبيه الغبي في تكفير ابن عربي) وهو من أحسن الكتب التي ردّت على هذا الزنديق، وقد ذكر البقاعي عليه رحمة الله أسماء عدد من العلماء الأجلاء الذين حكموا على ابن عربي إمام شمس الدين بالكفر والمروق من الدين من أولائك العلماء:
· شمس الدين محمد بن يوسف الجزري (صفحة: 141)
· وحفيده إمام القرّاء محمد بن محمد الجزري صاحب الجزرية (صفحة: 176)
· وعلي بن يعقوب البكري (صفحة: 144)
· ومحمد بن عقيل البالسي (صفحة: 146)
· وابن هشام , صاحب مغني اللبيب (صفحة: 150)
· وشمس الدين محمد العيزري (صفحة: 152)
· وعلاء الدين البخاري الحنفي (صفحة: 164)
· وعلي بن أيوب (صفحة: 182)
· وشمس الدين الموصلي (صفحة: 154)
· وزين الدين عمر الكتاني (صفحة: 142)
· وبرهان الدين السفاقيني (صفحة: 159)
· وسعد الدين الحارثي الحنبلي (صفحة: 153)
· ورضي الدين بن الخياط (صفحة: 163)
· وشهاب الدين أحمد ابن علي الناشري (صفحة: 163).

ومنهم: محمد بن علي النقاش قال: ((وهو مذهب الملحدين كابن عربي وابن سبعين وابن الفارض)). وحدة الوجود (صفحة: 147)

ومنهم شرف الدين عيسى الزواوي المالكي المتوفى عام 743هـ قال: (( ويجب على ولي الأمر إذا سمع بمثل هذا التصنيف (أي مؤلفات ابن عربي كالفصوص والفتوحات المكية) البحث عنه وجمع نسخه حيث وجدها وإحراقها، وتأديب من اهتم بهذا المذهب)). (العقد الثمين 2/176-177).

ومنهم تقي الدين الفاسي الذي ألف كتاباً سماه: عقيدة ابن عربي وحياته.

ومنهم علاء الدولة أحمد بن محمد السمناني المفسر الصوفي. الدرر الكامنة: (1ـ250).

ومنهم: أبو حيان الأندلسي صاحب التفسير, فقد في تفسير سورة المائدة عند قوله تعالى: ﴿لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم﴾ (صفحة: 142-143): (ومن بعض اعتقاد النصارى استنبط من أقر بالإسلام ظاهراً , وانتمى إلى الصوفية حلولَ الله في الصور الجميلة , وذهب من ذهب من ملاحدتهم إلى القول بالاتحاد والوحدة كالحلاج , والشعوذي , وابن أحلى , وابن عربي المقيم بدمشق , وابن الفارض , وأتباع هؤلاء كابن سبعين)). وعد جماعة ثم قال: ((وإنما سردت هؤلاء نصحاً لدين الله وشفقة على ضعفاء المسلمين .وليحذروا , فإنهم شر من الفلاسفة الذي يكذبون الله ورسله, ويقولون بقدم العالم, وينكرون البعث , وقد أولع جهلة ممن ينتمي إلى التصوف بتعظيم هؤلاء, وادعائهم أنهم صفوة الله!!)).

ومنهم: تقي الدين السبكي: ((ومن كان من هؤلاء الصوفية المتأخرين كابن عربي وغيره فهم ضلال جهال خارجون عن طريقة الإسلام فضلا عن العلماء وقال ابن المقري اليمني الشافعي في روضه إن الشك في كفر طائفة ابن عربي كفر)).
مغني المحتاج للشربيني (3ـ61)

ومنهم السعد التفتازاني في كتابه " فاضحة الملحدين"
( مخطوطة محفوظة بمكتبة برلين 2891 جسب بروكلمان ج2 ص 35)

ومنهم القاضي بدر الدين بن جماعة قال: ((حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يأذن في المنام بما يخالف ويعاند الإسلام –يشير إلى زعم ابن عربي أنه تلقى كتاب الفصوص من الرسول مكتوباً-، بل ذلك من وسواس الشيطان ومحنته وتلاعبه برأيه وفتنته.. وقوله في آدم: إنه إنسان العين، تشبيه لله تعالى بخلقه، وكذلك قوله: الحق المنزه، هو الخلق المشبّه إن أراد بالحق رب العالمين، فقد صرّح بالتشبيه وتغالى فيه.. وأما إنكاره ما ورد في الكتاب والسنة من الوعيد: فهو كافر به عند علماء أهل التوحيد.. وكذلك قوله في قوم نوح وهود: قول لغوٍ باطل مردود وإعدام ذلك، وما شابه هذه الأبواب من نسخ هذا الكتاب، من أوضح طرق الصواب، فإنها ألفاظ مزوّقة، وعبارات عن معان غير محققة، وإحداث في الدين ما ليس منه، فحُكمه: رده، والإعراض عنه)).
عقيدة ابن عربي وحياته لتقي الدين الفاسي. (صفحة: 29، 30).

وقال نور الدين البكري الشافعي: ((وأما تصنيف تذكر فيه هذه الأقوال ويكون المراد بها ظاهرها فصاحبها ألعن وأقبح من أن يتأول له ذلك بل هو كاذب، فاجر كافر في القول والاعتقاد ظاهراً وباطناً وإن كان قائلها لم يرد ظاهرها فهو كافر بقوله ضال بجهله، ولا يعذر بتأويله لتلك الألفاظ إلا أن يكون جاهلاً للأحكام جهلاً تاماً عاماً ولا يعذر بجهله لمعصيته لعدم مراجعة العلماء والتصانيف على الوجه الواجب من المعرفة في حق من يخوض في أمر الرسل، ومتبعيهم أعني معرفة الأدب في التعبيرات على أن في هذه الألفاظ ما يتعذر أو يتعسر تأويله، بل كلها كذلك، وبتقدير التأويل على وجه يصح في المراد فهو كافر بإطلاق اللفظ على الوجه الذي شرحناه)).
(مصرع التصوف صفحة: /144)

قال ابن خلدون: ((ومن هؤلاء المتصوفة: ابن عربي، وابن سبعين، وابن برّجان، وأتباعهم، ممن سلك سبيلهم ودان بنحلتهم، ولهم تواليف كثيرة يتداولونها، مشحونة من صريح الكفر، ومستهجن البدع، وتأويل الظواهر لذلك على أبعد الوجوه وأقبحها، مما يستغرب الناظر فيها من نسبتها إلى الملّة أو عدّها في الشريعة، وليس ثناء أحد على هؤلاء حجة ولو بلغ المثني عسى ما يبلغ من الفضل لأن الكتاب والسنة أبلغ فضلاً أو شهادة من كل أحد، وأما حكم هذه الكتب المتضمنة لتلك العقائد المضلة وما يوجد من نسخها في أيدي الناس مثل الفصوص والفتوحات المكية لابن عربي.. فالحكم في هذه الكتب وأمثالها إذهاب أعيانها إذا جدت بالتحريق بالنار والغسل بالماء حتى ينمحي أثر الكتاب).
(مصرع التصوف صفحة: 150).

(هذه المعلومات نقلتها من بحث لأحد الإخوة في شبكة الدفاع عن السنّة وموقع الصوفية فجزاه الله خيرا)



قسنطينة 25 رمضان 1428 هـ الموافق لـ 7 أكتوبر 2007 م.

عقيدة ابن عربي من خلال كتابه


(فصوص الحكمطبعة بيروت. تحقيق: أبو العلاء عفيفي):

1) الكذب على النبي صلى الله عليه وسلّم بنسبة كتاب الفصوص إليه !!
قال في مقدّمة كتابه "فصوص الحكم": أما بعد فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مبشرة أريتها في العشر الآخر من المحرم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق، وبيده صلى الله عليه وسلم كتاب، فقال لي: هذا "كتاب فصوص الحكم خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به، فقلت: السمع والطاعة لله ولرسوله وأولي الأمر منا كما أمرنا" ثم يقول:
فحققت الأمنية، وأخلصت النية، وجردت القصد والهمة إلى إبراز هذا الكتاب كما حده لي الرسول صلى الله عليه وسلم من غير زيادة ولا نقصان" (الفصوص، ص47).
ويقول في مكان آخر بعد أن ذكر مواضيع الكتاب: "فاقتصرت على ما ذكرته من هذه الحكم في هذا الكتاب على حد ما ثبت في أم الكتاب، فامتثلت ما رسم لي، ووقفت عند ما حد لي، ولو رمت زيادة على ذلك ما استطعت فإن الحضرة تمنع من ذلك" (ص58). يعني أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم كان حاضراً معه ساعة تصنيفه لكتابه الفصوص بحيث أنّه لو رام الزيادة أوالنقصان في الكتاب لمنعه صلى الله عليه وسلّم!!
ليت شعري كيف لم يحضر النبيّ صلى الله عليه وسلّم عند البخاري وهو يجمع له ما صحّ من كلامه ليكون هدى ونورا يتحاكم إليه النّاس بعد كتاب الله تعالى ولم يحضر عند الإمام مسلم ولا أحمد بن حنبل ولا غيرهم من رواة السنّة وحضر عند ابن عربي ليُشرف على كتابة كتابه (فصوص الحكم) ؟؟!!
إنّه والله شيء يضحك منه الصبيان!!

ويقول أيضاً في (ص58)"فص حكمة علوية في كلمة موسوية": "وأنا إن شاء الله أسرد منها في هذا الباب على قدر ما يقع به الأمر الإلهي في خاطري فكان هذا أول ما شوفهت به من هذا الباب".
وهكذا يخبرنا هذا الإمام العظيم الذي تحامل عليه الحشوية كما يسميهم شمس الدين (!) أقول: يخبرنا هذا الإمام العظيم أنّ ما سيقوله في هذا الكتاب هو من عند الله وليس من عند غيره من خلقه ! ذلك أنّ ابن عربي ممّن لا يحتاجون إلى واسطة للتلقي من عند الله وأنّ هذا الكتاب ممّا ألقاه الله في خاطره مباشرة من غير واسطة !!!
ولكن ماذا في كتاب الفصوص ؟ انتظر وسوف ترى !

2) جهنّم دار نعيم لا دار شقاء وأهل النّار يتنعمون لا يعذّبون !!

هكذا يزعم هذا الإمام العظيم الذي تباكى لأجله شمس الدين الحقير واتهم لأجله صفوة علماء الإسلام بالكذب والخيانة في النقل عن ابن عربي الإمام (!) إنّ من عقيدة هذا الزنديق الملحد المدعو ابن عربي أنّ جهنّم دار نعيم وسعادة وليست دار عذاب وشقاوة وأنّ أهل النّار يتنعمون ويتلذذون في النّار بالنّار !!
فها هو يقول في كتابه (الفصوص ص94):


((وإن دخلوا دار الشقاء فإنهم*****على لذة فيها نعيم مباين


نعيم جنان الخلد، فالأمر واحد*****وبينهما عند التجلي تباين


يسمى عذاباً من عذوبة طعمه*****وذاك له كالقشر والقشر صاين)) !!


فانظر كيف جعل نعيم النار (!) كنعيم الجنة، لأن الأمر واحد في زعمه، وأن العذاب من العذوبة، وأن النار قشرة يصان بها نعيم أهل النار. فهل يُدافع عمّن هذه حاله مسلم ؟!
وقال هذا الزنديق:
(الفصوص ص169): ((وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم ولكن في النار.. إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب أن تكون برداً وسلاماً على من فيها، وهذا نعيمهم، فينعم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين ألقي في النار، فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها. وبما تعود في علمه، وتقرر من أنها صورة تؤلم من جاورها من الحيوان)) أ.هـ.
هكذا يزعم هذا الزنديق أنّ النّار تكون بردا وسلاما على أهلها فيكون فرعون في النّار كما كان إبراهيم الخليل في النّار، الظاهر العذاب والباطن النعيم المقيم !!
وقال: (فيسوق المجرمين(وهم الذين استحقوا المقام الذي ساقهم إليه بريح الدبور التي أهلكهم عن نفوسهم بها، فهو يأخذ بنواصيهم والريح تسوقهم وهو عين الهواء التي كانوا عليها إلى جهنم، وهي البعد الذي كانوا يتوهمونه.

فلما ساقهم إلى ذلك الموطن حصلوا في عين القرب فزال البعد فزال مسمى جهنم في حقهم، ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق لأنهم مجرمون. فما أعطاهم هذا المقام الذوقي اللذيذ من جهة المنة، وإنما أخذوه بما استحقته حقائقهم من أعمالهم التي كانوا عليها، وكانوا في السعي في أعمالهم على صراط الرب المستقيم لأن نواصيهم كانت بيد من له هذه الصفة. فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب. اهـ



يقول ابن عربي في (فص حكمــة أحدية في كلمة هودية):
"اعلم أن العلوم الإلهية الذوقية الحاصلة لأهل الله مختلفة باختلاف القوى الحاصلة منها مع كونها ترجع إلى عين واحدة، فإن الله تعالى يقول: ((كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يسعى بها)).
فذكر أن هويته هي عين الجوارح التي هي عين العبد.
فالهوية واحدة والجوارح مختلفة.
ولكل جارحة علم من علوم الأذواق يخصها من عين واحدة تختلف باختلاف الجوارح، كالماء حقيقة واحدة في الطعم باختلاف البقاع، فمنه عذب فرات ومنه ملح أجاج، وهو ماء في جميع الأحوال لا يتغير عن حقيقته وإن اختلفت طعومه.اهـ

وهذه الحكمة من علم الأرجل وهو قوله تعالى في الأكل لمن أقام كتبه(ومن تحت أرجلهم)) فإن الطريق الذي هو الصراط هو السلوك عليه والمشي فيه، والسعي لا يكون إلا بالأرجل.
فلا ينتج هذا الشهود في أخذ النواصي بيد من هو على صراط مستقيم إلا هذا الفن الخاص من علوم الأذواق.
((فيسوق المجرمين)) وهم الذين استحقوا المقام الذي ساقهم إليه بريح الدبور التي أهلكهم عن نفوسهم بها، فهو يأخذ بنواصيهم والريح تسوقهم وهو عين الهواء التي كانوا عليها إلى جهنم، وهي البعد الذي كانوا يتوهمونه.
فلما ساقهم إلى ذلك الموطن حصلوا في عين القرب فزال البعد فزال مسمى جهنم في حقهم، ففازوا بنعيم القرب من جهة الاستحقاق لأنهم مجرمون.
فما أعطاهم هذا المقام الذوقي اللذيذ من جهة المنة، وإنما أخذوه بما استحقته حقائقهم من أعمالهم التي كانوا عليها، وكانوا في السعي في أعمالهم على صراط الرب المستقيم لأن نواصيهم كانت بيد من له هذه الصفة.
فما مشوا بنفوسهم وإنما مشوا بحكم الجبر إلى أن وصلوا إلى عين القرب.
)ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون( وإنما هو يبصر فإنه مكشوف الغطا)فبصره حديد(وما خص ميتاً من ميت أي ما خص بعيداً في القرب من شقي.
)ونحن أقرب إليه من حبل الوريد(وما خص إنساناً من إنسان.
فالقرب الإلهي من العبد لا خفاء به في الإخبار الإلهي.
فلا قرب أقرب من أن تكون هويته عين أعضاء العبد وقواه، وليس العبد سوى هذه الأعضاء والقوى فهو حق مشهود في خلق متوهم.
فالخلق معقول والحق محسوس مشهود عند المؤمنين وأهل الكشف والوجود، وما عدا هذين الصنفين فالحق عندهم معقول الخلق مشهود.
فهم بمنزلة الماء المالح الأجاج، والطائفة الأولى بمنزلة الماء العذب الفرات السائغ لشاربه.
فالناس على قسمين:
من الناس من يمشي على طريق يعرفها ويعرف غايتها، فهي في حقه صراط مستقيم.
ومن الناس من يمشي في طريق يجهلها ولا يعرف غايتها وهي عين الطريق التي عرفها الصنف الآخر، فالعارف يدعو إلى الله على بصيرة، وغير العارف يدعو إلى الله على التقليد والجهالة.
فهذا علم خاص يأتي من أسفل سافلين، لأن الأرجل هي السفل من الشخص، وأسفل منها ما تحتها وليس إلا الطريق.
فمن عرف أن الحق عين الطريق عرف الأمر على ما هو عليه، فإن فيه جل وعلا تسلك وتسافر إذ لا معلوم إلا هو، وهو عين الوجود والسالك المسافر.

فلا عالِمَ إلا هو فمن أنت ؟
فاعرف حقيقتك وطريقتك، فقد بان لك الأمر على لسان الترجمان إن فهمت.اهـ

يواصل ابن عربي الملحد كفرياته قائلا:
((وهو لسان حق فلا يفهمه إلا من فهمُهُ حق: فإن للحق نسباً كثيرة ووجوهاً مختلفة: ألا ترى عاداً قومَ هود كيف ((قالوا هذا عارض ممطرنا)) فظنوا خيراً بالله تعالى وهو عند ظن عبده به، فأضرَبَ لهم الحق عن هذا القول فأخبرهم بما هو أتم وأعلى في القرب، فإنه إذا أمطرهم فذلك حظ الأرض وسقى الحبة فما يصلون إلى نتيجة ذلك المطر إلا عن بعد فقال لهم:)بل هو ما استعجلتم به ريحٌ فيها عذابٌ أليم( فجعل الريح إشارة إلى ما فيها من الراحة فإن بهذه الريح أراحهم من هذه الهياكل المظلمة والمسالك الوعرة والسدف المدلهمة، وفي هذه الريح عذاب أي أمر يستعذبونه إذا ذاقوه، إلا أنه يوجعهم لفرقة المألوف. (!!)
فباشرهم العذاب فكان الأمر إليهم أقرب مما تخيلوه فدمرت كل شيء بأمر ربها، )فأصبحوا لا يُرى إلا مساكنهم( وهي جثثهم التي عمرتها أرواحهم الحقِّية.
فزالت حقية هذه النسبة الخاصة وبقيت على هيا كلهم الحياة الخاصة بهم من الحق التي تنطق بها الجلود والأيدي والأرجل وعذبـات الأسواط والأفخاذ.

وقد ورد النص الإلهي بهذا كله، إلا أنه تعالى وصف نفسه بالغيرة، ومن غيرته )حرم الفواحش(وليس الفحش إلا ما ظهر.
وأما فحش ما بطن فهو لمن ظهر له.
فلما حرم الفواحش أي منع أن تعرف حقيقة ما ذكرناه، وهي عين الأشياء فسترها بالغيرة وهو أنت من الغير، فالغير يقولالسمع سمع زيد، والعارف يقول السمع سمع الحق، وهكذا ما بقي من القوى والأعضاء.
فما كل أحد عرف الحق فتفاضل الناس وتميزت المراتب فبان الفاضل والمفضول . اهـ.


قال هذا الزنديق الكذاب:
((واعلم أنه لما أطلعني الحق وأشهدني أعيان رسله عليهم السلام وأنبيائه كلهم البشريين من آدم إلى محمد صلى الله عليهم أجمعين في مشهد أقمتُ فيه بقرطبة سنة ست وثمانين وخمسمائة، ما كلمني أحدمن تلك الطائفة إلا هود عليه السلام فإنه أخبرني بسبب جمعيتهم، ورأيته رجلاً ضخماً في الرجال حسـن الصورة لطيف المحاورة عارفاً بالأمور كاشفاً لها. ودليلي على كشفه لها قوله: )مـا من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم(.
وأي بشارة للخلق أعظم من هذه ؟


يقول هذا الملحد:
((ثم من امتنانالله علينا أن أوصل إلينا هذه المقالة عنه في القرآن، ثم تممها الجامع للكل محمد صلى الله عليه وسلم بما أخبره عن الحق بأنه عين السمع والبصر واليد والرجل واللسان: أي هو عين الحواس.
والقوى الروحانية أقرب من الحواس.
فاكتفى بالأبعد المحدود عن الأقرب المجهول الحد.
فترجم الحق لنا عن نبيه هود مقالته لقومه بشرى لنا، وترجم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله مقالته بشرى: فكمل العلم في صدور الذين أوتوا العلم)وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون( فإنهم يسترونها وإن عرفوها حسداً منهم ونفاسة وظلماً.
وما رأينا قط من عند الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو أخبر عنه أوصله إلينا فيما يرجع إليه إلا بالتحديد تنزيهاً كان أو غير تنزيه" اهـ(الفصوص/107-110).

أخي القارئ الكريم أبعد هذا الكلام العفن يمكن لمن في قلبه درّة توحيد أن يدافع ويثني على قائله!! أيُعقلُ أنّ مسلما موّحدا مخلصا عرف ولو مرّة في حياته عقيدة التوحيد أيعقل أن يتردّد هذا المسلم في الحكم بكفر قائل هذا الكلام ؟!
إذا كان العلماء يقولون(من توقّف عن تكفير الكافر المجمع على كفره فهو كافر)فكيف سيكون حال من يدافع عن هذا الكافر ويثني عليه بل ويكفّر أئمّة الإسلام من أجله ؟!


يقول هذا الملحد الكافر ابن عربي :
"ولما كان فرعون في منصب التحكم صاحب الوقت، وأنه الخليفة بالسيف، وإن جار في العرف الناموسي، لذلك قال: ((أنا ربكم الأعلى)) أي وإن كان الكل أرباباً بنسبة ما فأنا ربكم الأعلى منهم، بما أعطيته في الظاهر من التحكم فيكم، ولما علمت السحرة صدقه في مقاله لم ينكروه، بل أقروا له بذلك، فقالوا: ((إنما تقضي هذه الحياة الدنيا)). ((فاقض ما أنت قاض)) فالدولة لك، فصح قوله: ((أنا ربكم الأعلى))" (ص210).




((علم العلماء بالله ما أشار إليه نوح عليه السلام في حق قومه من الثناء عليهم بلسان الذم، وعلم أنهم إنما لم يجيبوا دعوته لما فيها من الفرقان، والأمر قرآن لا فرقان، ومن أقيم في القرآن لا يصغي إلى الفرقان وإن كان فيه..، دعاهم ليغفر لهم، لا ليكشف لهم، وفهموا ذلك منه صلى الله عليه وسلم. لذلك (جعلوا أصابعهم في آذانهم، واستغشوا ثيابهم) وهذه كلها صورة الستر التي دعاهم إليها، فأجابوا دعوته بالفعل، لا بلبيك.

قال نوح في حكمته لقومه: ((يرسل السماء عليكم مدراراً)) وهي المعارف العقلية في المعاني والنظر الاعتباري، ((ويمددكم بأموال)) أي بما يميل بكم إليه، فإذا مال بكم إليه رأيتم صورتكم فيه، فمن تخيل منكم أنه رآه فما عرفه، ومن عرف منكم أنه رأى نفسه فهو العارف))اهـ
وهذا الكلام يعني أنّ قوم نوح عليه السلام قد أجابوا دعوته واتبعوا أوامره وأنّهم حققوا التوحيد الذي يجعلهم من العارفين بالله الذين لا يرون أنفسهم إلا الله تعالى وهذه هي عقيدة وحدة الوجود التي زعم شمس الدين أنّ ابن عربي أبعد النّاس عنها!!

وإلا فما تأويل قوله: ((((ويمددكم بأموال)) أي بما يميل بكم إليه، فإذا مال بكم إليه رأيتم صورتكم فيه، فمن تخيل منكم أنه رآه فما عرفه، ومن عرف منكم أنه رأى نفسه فهو العارف)) ؟!



3) عقيدة وحدة الوجود عند ابن عربي وما يتفرّع منها: 4) عاد قوم هود مؤمنين صالحين والله تعالى جازاهم أحسن الجزاء حين أرسل لهم الريح !! 5) ابن عربي ورؤيته للأنبياء وتكليم هود عليه السلام له !! 6) الله تعالى هو عين حواس ابن آدم !! 7) صَدَقَ فرعون حين قال (أنا ربكم الأعلى): 8) قوم نوح مسلمون موحّدون: قال في فصوصه (ص71):

9) ابن عربي يزعم أنّ الدعوة إلى الله مكر!!

زعم هذا الزنديق أنّ قوم نوح ما مكروا به إلا لأنّ نوحا قد مكر بهم!! يقول(ص72): ((ومكروا مكراً كباراً)) لأن الدعوة إلى الله مكر بالمدعو، أدعو إلى الله فهذا عين المكر، فأجابوه مكراً كما دعاهم)) !!


10) الحقّ تعالى تجلّى في ودّ وسواع ويعوق ونسرا!! وقوم نوح ما عبدوا إلا الله!!!

يقول(ص72): ((فقالوا في مكرهم: ((لا تذرن آلهتكم، ولا تذرن وداً ولا سواعاً، ولا يغوث ويعوق ونسراً))، فإنهم إذا تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء، فإن للحق في كل معبود وجهاً يعرفه من يعرفه، ويجهله من يجهله..، فما عبد غير الله في كل معبود))

ويقول ابن عربي أيضا: ((مما خطيئاتهم)) فهي التي خطت بهم، فغرقوا في بحار العلم بالله. ((فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً)) فكان الله عين أنصارهم، فهلكوا فيه إلى الأبد)) (ص33)!!!

ثم يقول هذا الكافر الملحد عليه من الله ما يستحّق محرفا كلام الله ومدافعا عمّن أغرقه الله تعالى: ((إنك إن تذرهم يضلوا عبادك)) أي يحيروهم، فيخرجوهم من العبودية إلى ما هم فيه من أسرار الربوبية، فينظرون أنفسهم أرباباً بعدما كانوا عند أنفسهم عبيداً، فهم العبيد الأرباب" (ص74).


11) الله تعالى لا ينزه عن شيء، لأن كل شيء هو عينه وذاته، وأن من نزهه عن الموجودات قد جهل الله ولم يعرفه، أي جهل ذاته ونفسه...

قال ابن عربي((اعلم أن التنـزيه عن أهل الحقائق في الجانب الإلهي عين التحديد والتقييد فالمنزه إما جاهل وإما صاحب سوء أدب)) (الفصوص ص86)
فإذا تقرّر هذا فاعلم أنّ:


12) الولد عين أبيه وأنّ الزوج هو عين زوجته بل الزوج حين يجامع زوجته ما يجامع إلا نفسه بل ما يجامع إلا الله تعالى!!

يقول ابن عربي عليه من الله ما يستحّق:
(ومن عرف ما قررناه في الأعداد، وأن نفيها عين إثباتها، علم أن الحق المنزه هو الخلق المشبه، وإن كان قد تميز الخلق من الخالق. فالأمر الخالق المخلـوق، والأمر المخلوق الخالق.
كل ذلك من عين واحدة، لا، بل هو العين الواحدة وهو العيون الكثيرة.
فانظر ماذا ترى)قال ياأبت افعـل ما تؤمروالولد عين أبيه.
فما رأى يذبح سوى نفسه.
وفداه بذبح عظيم، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان.
وظهر بصورة ولد: لا، بل بحكم ولد من هو عين الوالد.
)وخلق منها زوجها(: فما نكح سوى نفْسِهِ.) اهـ(الفصوصص78).

أبعد هذا الكلام بقي عند أحد من شكّ أنّ ابن عربي كافر ملحد وأنّ عقيدته من أكفر العقائد؟!
أما كان الأولى بشمس الدين الذي يحترق قلبه لأجل الدين خوفا من أن تنتشر عقائد من يسمّيهم بالحشوية والمجّسمة، أما كان الأجدر به أن يحترق قلبه من كلام ابن عربي هذا ومن انتشار عقيدته هذه بين العوام؟!
أليس من الإخلاص لله ولدينه أن يحذّر شمس الدين من هذا الرجل ومن مؤلفاته؟!
أليس من التدليس أن يثني شمس الدين على قائل هذا الكلام؟!
أليس من حرب الإسلام أن يدافع شمس الدين عن هذا الرجل؟!
أليس من الكيد للإسلام والمسلمين أن يدعو شمس الدين إلى نشر كتب هذا الرجل؟!
أليس الله حكم بكفر النّصارى لأنّهم زعموا أنّ الله ثالث ثلاثة وأنّه تعالى قد جامع مريم ابنت عمران عن طريق روح القدس جبريل عليه السلام فكان من ذلك الجماع عيسى علي السلام ؟
فما بالكم بمن يزعم أنّ الله هو الكلب والخنزير والبغي والمخنّث وأنّ كل من جامع أهله أو زنى بامرأة أو فجر ببغي أو وطأ بهيمة أو فعل فعل قوم لوط فإنّما فعل ذلك مع الله تبارك وتعالى !!؟؟
أسئلة نرجوا ممّن عنده جوابا شافيا أن يتحفنا بها.

ثم يواصل رأس الكفر ابن عربي تفسيره المبتدع العجيب الغريب لكلام الله تعالى قائلاً(رب اغفر لي)) وهو بقية كلام نوح أي استرني، ((ولوالدي)) يعني العقل والطبيعة و ((لمن دخل بيتي)) يعني قلبي، ((وللمؤمنين)) أي العقول. ((والمؤمنات)) أي النفوس ((ولا تزد الظالمين)) أي أهل الغيب، ((إلا تباراً)) أي هلاكاً، فلا يعرفون نفوسهم لشهودهم وجه الحق دونهم، ثم يقول بعد ذلك: "ومن أراد أن يعرف أسرار نوح فعليه بالرقي في فلك نوح، وهو في (التنزلات الموصلية) لنا والله يقول الحق" أ.هـ (ص74).



يجيبك ابن عربي قائلا: ((ثم قال هارون لموسى عليه السلام: (إني خشيت أن تقول فرقت بين بني إسرائيل) فتجعلني سبباً في تفريقهم، فإن عبادة العجل فرقت بينهم، فكان منهم من عبده اتباعاً للسامري وتقليداً له، ومنهم من توقف عن عبادته حتى يرجع إليهم موسى فيسألونه عن ذلك، فخشي هارون أن ينسب ذلك الفرقان بينهم إليه، فكان موسى أعلم بالأمر من هارون، لأنه علم ما عبده أصحاب العجل، لعلمه أن الله قضى ألا يعبد إلا إياه.. وما حكم الله بشيء إلا وقع.. فكان عتب موسى أخاه هارون لما وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه، فإن العارف من يرى الحق في كل شيء، بل يراه عين كل شيء" أ.هـ (الفصوص ص192).
يعني هذا الكلام أنّ موسى علم أنّ بني إسرائيل حين عبدت العجل ما عبدت إلا الله لأنّ الله تعالى قد قضى وقدّر على العباد ألا يعبدوا غيره فمهما عبد الإنسان من شيء فهو في الحقيقة ما عبد إلا الله!!
وهذا لجهل ابن عربي الملحد بالفرق بين القضاء الشرعي والقضاء الكوني فقوله تعالى في سورة الإسراء: ((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه)) هو من القضاء الشرعي الذي يمكن مخالفته لا القضاء الكوني الذي يستحيل مخالفته مهما حصل (انظر التفصيل في ذلك كتاب (الفرقان بين ألياء الرحمن وأولياء الشيطان) لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى) .

ثمّ يوضّح ابن عربي سبب انكار موسى على قومه عبادتهم العجل فيقول:
((فما خطبك يا سامري)) يعني فما صنعت من عدو لك إلى صورة العجل على الاختصاص أ.هـ

أي أنّ سبب إنكار موسى علسه السلام على السامري لا لعبادته العجل ولكن لتخصيصه العجل بالعبادة دون ما سواه وهذا لا يجوز في دين الصوفية القائلين بوحدة الوجود أي أنّ كل ما في الوجود فهو الله حتى الكلاب والخنازير!!

ولا أبين على ذلك من قوله –أي ابن عربي- بعد ذلك: ((وقال له: (وانظر إلى إلهك) فسماه إلهاً بطريق التنبيه للتعليم أنه بعض المجالي الإلهية))اهـ

فجعل قول موسى عليه السلام للسامري (وانظر إلى إلهك) اعترافا منه بألوهية العجل ولكن على التفصيل المذكور آنفاً !!


هكذا يزعم من تحامل عليه الحشوية ودافع عنه شمس الدين في الجرائد التي تلقى في المزابل وهذا والله شيء عظيم بل هو أعظم ما قرأتُ في عقيدة هذا الرجل الكافر فانظر إليه يقول(وما عبد شيء من العالم إلا بعد التلبس بالرفعة عند العابد، والظهور بالدرجة في قلبه، وكذلك تسمى الحق لنا برفيع الدرجات، ولم يقل.. رفيع الدرجة، فكثر الدرجات في عين واحدة، فإنه قضى أن لا يعبد إلا إياه في درجات كثيرة مختلفة، أعطت كل درجة مجلى إلهياً عبد فيها، وأعظم مجلى عبد فيه وأعلاه (الهوى) كما قال: ((أفرءيت من اتخذ إلهه هواه)) (الجاثية:23) وهو أعظم معبود، فإنه لا يعبد شيء إلا به.. ولا يعبد هو إلا بذاته، وفيه أقول:

13) ما موقف ابن عربي من السامري وعجل بني إسرائيل ؟ 14) مهما عبدت من دون الله فأنت عابد لله ! وأعظم مقامات العبودية لله عبادة الهوى !!!
وحق الهوى إن الهوى سبب الهوى***ولولا الهوى في القلب ما عبد الهوى)




يقول: "والعارف المكمل من رأى كل معبود مجلى للحق يعبد فيه، ولذلك سموه كلهم إلهاً مع اسمه الخاص بحجر أو شجر، أو حيوان أو إنسان، أو كوكب أو ملك" (الفصوص ص195).

16) يقول ابن عربي مؤصلا عقيدة وحدة الوجود الكفرية:
"قال عليه السلام: ((من عرف نفسه عرف ربه)) (وهذا حديث باطل مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلّم)، وهو أعلم الخلق بالله، فإن بعض الحكماء وأبا حامد (أي الغزّالي) ادعوا أنه يعرف الإله من غير نظر في العالم، وهذا غلط، نعم تعرف ذات قديمة أزلية، لا تعرف أنها إله حتى يعرف المألوه، فهو الدليل عليه، ثم بعد هذا في ثاني حال يعطيك الكشف أن الحق نفسه كان عين الدليل على نفسه وعلى ألوهيته، وأن العالم ليس سوى تجليه في صور أعيانهم الثابتة التي يستحيل وجودها بدونه، وأنه يتنوع ويتصور بحسب حقائق هذه الأعيان وأحوالها، وهذا بعد العلم به منا أنه إله لنا، ثم يأتي الكشف الآخر، فيظهر لك صورنا فيه، فيظهر بعضنا لبعض في الحق، فيعرف بعضنا بعضاً" أ.هـ (الفصوص ص81،82).

وقال ابن عربي: "إن هذا لا يكفي إلا لمعرفة ذات قديمة أزلية، ولكن لا بد من النظر في الكون لتعلم أن الذي تشاهده هو الحق، وهو الدليل على الحق، أي أن الصور المشاهدة في الكون هي الله، وهي الدليل عليه، ثم يأتي بعد ذلك الكشف الآخر الذي يتحقق الإنسان فيه من نفسه أيضاً بأنه نفسه صورة من صور الحق، فعند ذلك يعرف نفسه، فيعرف ربه، يعرف نفسه أنه الله، فيعرف الله أنه كل موجود.."
وليس هناك تصريح أوضح من هذا بأنّ ابن عربي الملحد الكافر يعتقد في نفسه أنّه الله !
فهل يتردد مسلم بل نصراني أو يهودي في الحكم على هذا الرجل بالكفر والإلحاد فضلا عن أن يدافع عنه !!

17) ابن عربي وتفسير اسم الله تعالى (العلي):

وما ثم إلا هو؟ فهو العلي لذاته.
أو عن ماذا.
وما هو إلا هو؟ فعلوه لنفسه،
وهو من حيث الوجود عين الموجودات، فالمسمى المحدثات هي العلّية لذاتها، وليست إلا هو، فهو العلي، لا علو إضافة، لأن الأعيان التي لها العدم الثابتة فيه ما شمت رائحة من الوجود، فهي على حالها مع تعداد الصور في الموجودات، والعين واحدة من المجموع في المجموع، فوجود الكثرة في الأسماء، وهي النسب، وهي أمور عدمية، وليس إلا العين الذي هو الذات فهو العلي لنفسه لا بالإضافة، فما في العالم من هذه الحيثية علو إضافة لكن الوجوه الوجودية متفاضلة، فعلو الإضافة موجود في العين الواحدة من حيث الوجوه الكثيرة، لذلك نقول في: هو لا هو، أنت لا أنت، قال الخراز (رحمه الله تعالى) وهو وجه من وجوه الحق ولسان من ألسنته ينطق عن نفسه بأن الله تعالى لا يعرف إلا بجمعه بين الأضداد في الحكم عليه بها، فهو الأول والآخر، والظاهر والباطن، فهو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره، وما ثم من يراه غيره، وما ثم من يبطن عنه، فهو ظاهر لنفسه باطن عنه، وهو المسمى أبا سعيد الخراز وغير ذلك من أسماء المحدثات)). اهـ
ويقول: "فالعلي لنفسه هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية، حيث لا يمكن أن يفوته نعت منها، وسواء كانت محمودة عرفاً وعقلاً وشرعاً، أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً، وليس ذلك إلا لمسمى الله خاصة" (الفصوص ص79).
17) عند ابن عربي الكبش الذي أنزله الله فداءً لإسماعيل من الذبح هو الله تبارك وتعالى!!
يقول ابن عربي:

(الفصوص ص194) 15) عبّاد القبور والأشجار والأحجار والأبقار من العارفين الكمّل عند ابن عربي: قال (الفصوص ص76-77): ((ومن أسمائه الحسنى العلي، على من؟
فيا ليت شعري كيف ناب بذاته****شخيص كبيش عن خليفة رحمان



ويقول:

(الفصوص ص84)
فوقتاً يكون العبد رباً بلا شك*****ووقتاً يكون العبد عبداً بلا إفك


فإن كان عبداً كان بالحق واسعاً*****وإن كان رباً كان في عيشة ضنك

(الفصوص ص90)

18) أرجو من أصحاب القلوب الحساسة الرهيفة ألا يقرؤوا هذا الكلام فإنّ فيه ما لا يحتملون !!

قال صاحب المقال عن ابن عربي في موقع الدفاع عن السنّة وموقع الصوفية جزاه الله خيراً (عذرا على عدم ذكر اسمه لأنني فقدته):
بل لم يكتف بهذا أيضاً حتى زعم أن الحق لا يشهد أتم شهود، ولا يعرف حق المعرفة إلا في المرأة.. حال اللذة والشهوة.. وهاك نصوص عباراته القبيحة في ذلك، ووالله لولا وجوب بيان هذا الباطل وتحذير الأمة منه ما كان لي أن أخط قلماً بهذا الإثم والفجور، ولكن ما حيلتنا وبين أظهرنا من يدافع عن هذا الباطل، ويعتقد الولاية لقائليه، بل ويكفّر من تعرض لهذا الإثم والفجور، ويرميهم بالكفر والزندقة، وهؤلاء الضالون قد ملؤوا أكبر المراكز الدينية في بلادنا، واتبعهم عوام الناس دون وعي منهم بما خلف هذه العمائم الفارغة، والشهادات الزائفة من الإثم والفجور والباطل؟!
هذا ابن عربي سيد الصوفية وشيخها من لدنه إلى هذا يفسر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة)) فيقول:
((اشتق الله من الإنسان شخصاً على صورته سماه امرأة، فظهرت بصورته فحن إليها حنين الشيء إلى نفسه، وحنت إليه حنين الشيء إلى وطنه، فحببت إليه النساء، فإن الله أحب من خلقه على صورته، وأسجد له ملائكته النوريين على عظم قدرهم ومنزلتهم، وعلو نشأتهم الطبيعية، فمن هناك وقعت المناسبة والصورة أعظم مناسبة، وأجلها وأكملها)) (الفصوص ص216).
وقبل أن نستطرد في النقل عن ابن عربي أشرح لك الإفك الذي أفكه هنا، فقد زعم أن الإنسان أحب المرأة، لأنها جزء منه ولا مانع في ذلك، وقد يكون هذا قولاً صحيحاً، ثم قاس على هذا أن الله أحب الإنسان لأنه خلقه على صورته، يعني أن ابن آدم ظهر في الوجود على صورة الرحمن، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فكان ابن عربي مشبهاً لله بخلقه أيضاً، وهذا القول منه يخالف عقيدته السابقة في وحدة الوجود، وأن جميع الموجودات هي صورة للحق، ولا تنفرد صورة واحدة بأن تكون مثلاً للخالق بل جميع الصور ذاتها ذات الخالق، وهذا يدلك على تناقضه وخبثه وثعلبيته، ويجعل السبب الذي من أجله أحب الله الإنسان أن الصورة التي خلق عليها هي أعظم مناسبة وأقرأ عبارته السابقة مرة أخرى حتى تفهم ما يقول.

ثم يستطرد ابن عربي شارحاً ومفلسفاً عقيدته قائلاً:
((فإنها زوج (أي صورة الإنسان آدم) أي شفعت وجود الحق كما كانت المرأة شفعت بوجودها الرجل، فصيرته زوجاً، فظهرت الثلاثة:
حق ورجل وامرأة!!!
فحن الرجل إلى ربه الذي هو أصله حنين المرأة إليه، فحبب إليه ربه النساء، كما أحب الله من هو على صورته، فما وقع الحب إلا لمن تكوّن عنه، وقد كان حبه لمن تكوّن منه، وهو الحق، فلهذا قال (حبب) ولم يقل (أحببت) من نفسه، لتعلق حبه بربه الذي هو على صورته حتى في محبته لامرأته، فإنه أحبها بحب الله إياه تخلقاً إلهيا") أ.هـ.
فانظر كيف جعل حب الرجل للمرأة من التخلق بأخلاق الله في زعمه، لأن الله قد أحب محمداً الذي خلقه على صورته (تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً)، ولأن محمداً هو أول موجود حسب عقيدة ابن عربي.

ثم يستطرد ابن عربي في عباراته الوقحة الكافرة القبيحة قائلاً:
((ولما أحب الرجل المرأة طلب الوصلة أي غاية الوصل التي تكون في المحبة، فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح، ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها، ولذلك أمر بالاغتسال منه، فعمت الطهارة كما عم الفناء فيها عند حصول الشهوة، فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أن يلتذ بغيره!!
فطهره بالغسل، ليرجع بالنظر إليه فيمن فني فيه، إذ لا يكون إلا ذلك، فإذا شاهد الرجل الحق في المرأة كان شهوداً في منفعل، وإذا شاهد في نفسه -من حيث ظهور المرأة عنه- شاهده في فاعل، وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكوّن عنه كان شهوده في منفعل عن الحق بلا وساطة، فشهوده للحق في المرأة أم وأكمل.. ولأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل.. ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة، فلهذا أحب الرسول صلى الله عليه وسلم النساء، لكمال شهود الحق فيهن.. إذ لا يشهد الحق مجرداً عن المواد أبداً.." (الفصوص ص217).

وأظن ليس بعد هذا الكلام كلام، وليس بعد هذا البيان بيان، ولا يملك المسلم الذي عصمه الله من هذا التردي الخلقي والعقلي إلا أن يقول (يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك).
ويستطرد ابن عربي مقرراً هذا المعنى شارحاً له بمثل هذه العبارات: "فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله..".
وقائلاً أيضاً: "فمن أحب النساء على هذا الحد فهو حب إلهي".
(الفصوص ص218). انتهى كلام صاحب المقال.

قلتُ: هذا آخر ما استطاع قلبي تحمّله في نقل كفريات ابن عربي الطائي إمام شمس الدين بوروبي الذي دافع عنه وأثنى عليه واتهمّ أئمتنا بالخيانة لأجله ! فهذا ثاني رمز من الرموز الذين يروّج لهم شمس الضلال هذا في جريدتي العربي والشروق فقد حطّمت بحول الله تعالى الرمز الأوّل والمسمّى أحمد بن صدّيق الغماري من خلال مقال لي منشور في منتديات سحابومنتديات التصفية والتربية وفي موقعي الشخصي www.sahab.ws/8059
وسأفرغ إن شاء الله تعالى لرمز ثالث من رموز شمس الدين أعني به المدعو حسن السقّاف من خلال تعليقاته على كتاب (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه) لابن الجوزي!!
فأطلب من الإخوة الدعاء لي بالتوفيق فما غايتي إلا الدفاع عن السنّة.
وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم.

(للأمانة العلمية فقد اعتمدتُ على نسختي من ((الفصوص)) في الكمبيوتر وليس فيها أرقام الصفحات، ثمّ وقفتُ على مقال لأحد الإخوة في موقع الصوفية وشبكة الدفاع عن السنة نقل فيه بعض كفريات ابن عربي بالصفحة والطبعة فقارنت بين ما عندي وما عنده وأضفت رقم الصفحات من عنده فجزاه الله خيراً)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عدد زوار الموقع