مرحباً بكم على مدوّنة ((الغريب الأثري)) تابعوا معنا آخر المقالات والمواضيع. نتمنى لكم متابعة ممتعة ومفيدة..

الثلاثاء، 23 يوليو 2013

:: 21: التعصّب الأعمى يقتل المواهب ::

الأثر الواحد والعشرون:

قال العلامّة محمّد حياة السندي -رحمه الله- : ((والإنصاف خيرُ الأوصاف في باب
الاختلاف، والرجوع إلى الاتفاق أولى من الافتراق)) (الإيقاف على سبب الاختلاف ص46 ).
إنّ داء التعصّب من أشدّ الأدواء ومن أعسرها علاجاً، وما حلّ هذا الداءُ في أمّة من الأمم إلا أهلكها وشتّت شملها وفرّق جمعها.
وإنّ من حكمة الله تعالى البالغة أن شاء لعباده -قدَراً- الاختلاف في الأفكار والتباين في الفهوم والتفاوت في العقول. 

كما شاء لهم -شرعاً- الرجوع إلى الدواء الشافي والعلاج الكافي لهذا الداء ؛ كتاب الله تعالى وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلّم، قال الله تعالى :((وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين))
وقال صلى الله عليه وسلّم:(( إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله))

وإنّ الناظر في حال كثير ممّن يُحسبون من أهل السنّة والجماعة اليوم يجدُ هذا الداءَ الخبيث قد استشرى بينهم وحلّ في رحالهم.

فانظر مثلاً إلى الحدادية من أتباع فالح الحربي وإلى الحلبيين والحجوريين فإنّهم -والله- قد أكثروا الخلاف ونشروا بين أهل السنّة التفرّق والاختلاف، وتسببوا في إحداث الشقاق وتصدّع الصفوف من الداخل تعصباً منهم لشيوخهم الذين رفعوهم إلى منازل لا تخطرُ على بال ولا تتصورها الأذهان!!
فالأول حاوي العلوم والفنون!!والثاني الإمام البحر الحبر الحافظ!! والثالث إمام الثقلين لو ذُوّب لحمه لصار سُنّةً !!!

ولو أنصف هؤلاء الأتباع أنفسهم قبل أن يُنصفوا متبوعيهم لعلموا أنّ هذه الألقاب والتزكيات لا مفعول لها ولا أثر ما دامت لم تصدر عن أهل العلم الثقات - علماء السنّة والأثر- الذين يحقّ لهم الحكم على الرجال جرحاً وتعديلاً.

وكم كنّا نرجوامن هؤلاء الأتباع الخير والنفع لهذه الأمّة بتوعية المجتمع وتصحيح مساره وإرشاده وتقويم صراطه، وكم كنّا نفرحُ إذا رأينا لهم تحقيقات ماتعة وتأصيلات نافعة وردود لرقاب أعداء السنّة قاطعة.
ولكنّهم انحرفوا بانحراف شيوخهم وضلوا بسبب تعصُّبعم لهم وغلوّهم فيهم، فصرنا نقرأ لهم الفضائح بدل النصائح والشوارد بدل الفوائد وصدق الإمام ربيع إذ يقول: (( وهكذا نرى التعصّب الأعمى يقتل المواهب فتأتي بالمخجلات من الشوارد والغرائب)).

أعاذني الله وإياكم من مضلات الأهواء وأعاد من انحرف من إخواننا إلى جادّة الصواب إنّه هو الكريم الوهّاب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عدد زوار الموقع