مرحباً بكم على مدوّنة ((الغريب الأثري)) تابعوا معنا آخر المقالات والمواضيع. نتمنى لكم متابعة ممتعة ومفيدة..

الاثنين، 9 يونيو 2014

:: قطرة من بحر ضلالات سيّد قطب !! ::



قطرة  من  بحر  ضلالات  سيّد قطب !!

أعدّ هذه القطرة
أبو عبد الله غريب الأثري

وشهد شاهدٌ من أهلِها:
قال إمام السرورية: محمد سرور زين العابدين (غفر الله له) : ((ولكن هؤلاء ليسوا على استعداد أن يسمعوا من أحد قوله: أخطأ سيد قطب، ولو كان قد أخطأ فعلاً فعقولهم مغلقة مقفلة))، وصاحب الدار أدرى بما فيه.. (نقلا عن مقال للعلامة ربيع السنّة بعنوان ((تأكيد ما ورد في مقال أطوار سيد قطب في وحدة الوجود ودفع شبه المعترضين)).

الحمد لله والصلاة والسلام على سول الله وبعد:
فهذه قطرة من بحر ضلالات سيّد قطب (غفر الله له) الذي ما ترك بدعة إلا واعتقدها ولا شنيعة إلا وقال بها!!
هذه قطرة أهديها إلى من يزعمون أنّهم على طريق السلف الصالح سائرون وعلى نهجهم ماضون وفي نفس الوقت يجعلون من سيّد قطب إماماً لهم وقدوة لهم فيقرءون كتبه ويستدلون بأقواله وينصحون النّاس به !
أقدّم هذه القطرة لكل مخلص يبحث عن الحق، ولكل مضلَّل قد أُبعد عن الحق!
 أقدّم هذه القطرة لمن يملك ذرّة تفكير أو يحمل في رأسه مثقالا من الفهم!
أقدّم هذه القطرة لأتباع أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وأبي قتادة الفلسطيني وأبي حمزة المصري وأبي بصير الطرطوسي وأبي محمّد المقدسي !!
أقدّم هذه القطرة لمن شارك في تفجيرات دلّس أو باتنة أو العاصمة أو حتى باركها واستحسنها وأقرّها ورضي بها !!
أقدّم هذه القطرة لكل من تخرّج من مدرسة سلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني ومحمّد حسان ومحمّد حسين يعقوب !!
أقدّم هذه القطرة لعلي بن حاج ولأبي مصعب عبد الودود ولجماعة القاعدة في بلاد المغرب أجمعين !!
لكل هؤلاء ولغيرهم أقدّم لهم قطرة من بحر ضلالات أحد رموز فكرهم وأحد منظري عقيدتهم وأحد أعمدة حركتهم: سيّد قطب!.

اللهم إنّي أبرأ إليك من ما قاله هذا الرجل وممّا يقوله أتباعه، اللهم فاشهد اللهم فاشهد.

محبّ السلم والبناء ومبغض الإرهاب والدمار
أبو عبد الله غريب الأثري.
 

(1) سيّد قطب وإباحة التشريع للمصلحة والعرف

إن الأديب سيّد قطب الذي يكفّر من لم يحكم بما أنزل الله مطلقاً ويتشدد في ذلك، ويكفر المجتمعات الإسلامية كلها لأنها تخضع ـ بزعمه ـ لغير حاكمية الله وتشريعاته، ويحكم عى هذه المجتمعات كلها بأنّها مجتمعات جاهلية، وتابعه على ذلك كل من تأثر بأفكاره الإرهابية من مثل أخيه محمد قطب وتلميذيه النجيبين سلمان العودة وسفر الحوالي ومن انتهج منهجهم الإرهابي الضال، فإنّ سيّدهم هذا يجوّز لغير الله من المخلوقين أن يشرعوا قوانين لتحقيق حياة إسلامية صحيحة وهذا والله لهو التناقض بعينه.

 فما سيكون موقف كل من أبي محمّد المقدسي وأبي قتادة الفلسطيني وأبي بصير الطرطوسي وأيمن الظواهري وإمامهم في الغي أسامة بن لادن من إمام أئمتهم سيّد قطب الجهمي وهو يبيح لغير الله أن يشرّع وأن يضع قوانين تسير عليها البشرية؟ أليس كفر هذا الأديب أقرب من كفر أئمتنا الذين كفرتموهم بغير حق لأنّهم فصّلوا في قضية التحكيم والتشريع على طريقة السلف أهل السنّة والجماعة؟ فأي الفريقين يستحق الكفر في ميزانكم يا عديمي النظر؟

 وإليكم الأدلة السواطع على ذلك من كتبه التي لا يزال أخوه محمد قطب يطبعها، ويصبغها صبغة شرعية ويقدّم لها وينصح بها.

1ـ يقول سيّد قطب في عدالته الاجتماعية (ص261) "فإذا انتهينا من وسيلة التوجيه الفكري؛ بقيت أمامنا وسيلة التشريع القانوني لتحقيق حياة إسلامية صحيحة تكفل العدالة الاجتماعية للجميع، وفي هذا المجال لا يجوز أن نقف عند مجرد ما تم في الحياة الإسلامية الأولى، بل يجب الانتفاع بكافة الممكنات التي تتيحها مبادئ الإسلام العامة وقواعده المجملة.
فكل ما أتمته البشرية من تشريعات ونظم اجتماعية ولا تخالف أصوله أصول الإسلام، ولا تصطدم بفكرته عن الحياة والناس، يجب أن لا نحجم عن الانتفاع به عند وضع تشريعاتنا، ما دام يحقق مصلحة شرعية للمجتمع، أو يدفع مضرة متوقعة".

2ـ وقال في تفسير قوله تعالى: [ وفي الرقاب ]ظلال القرآن (3/1669): "وذلك حين كان الرق نظاماً عالمياً تجري المعاملة فيه على المثل في استرقاق الأسرى بين المسلمين وأعدائهم، ولم يكن للإسلام بد من المعاملة بالمثل؛ حتى يتعارف العالم على نظام  آخر غير الاسترقاق"اهـ.
    وقد تعقبه الشيخ السلفي المحدّث عبد الله الدويش رحمه الله في كتابه الموسوم (المورد الزلال ص:91) بقوله:" قوله ـ أي سيد ـ ( حتى يتعارف العالم على نظام آخر غير الاسترقاق ) كلام مردود، لأنه ليس لأحد أن يشرع للناس نظاماً يخالف ما جاء في الشرع، وقد دل الشرع على أن المسلمين إذا دَعَوا الكفار إلى الإسلام، فامتنعوا من الإسلام وبذل الجزية إن كانوا ممن تؤخذ منهم، فقوتلوا واستولي عليهم، جاز استرقاقهم، كما هو معلوم من سيرة النبي e وأصحابه رضي الله عنهم.
وإذا مضى عصر النبي  eوأصحابه والقرون المفضلة ومن بعدهم، فكيف يحدث بعدهم نظام غير ما فعلوهاوقرروه؟‍وهل هذا إلا كما قال تعالى:] أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله[

3ـ وقال في معركة الإسلام والرأسمالية (ص44): "في يد الدولة أن تنزع الملكيات والثروات جميعاً، وتعيد توزيعها على أساس جديد، ولو كانت هذه الملكيات قد قامت على الأسس التي يعترف بها الإسلام ونمت بالوسائل التي يبررها".

وقال في المرجع نفسه (ص:43)  "في يد الدولة أن تفرض ضرائب خاصة غير الضرائب العامة كما تشاء فتخصص ضريبة للجيش، وضريبة للتعليم، وضريبة للمستشفيات، وضريبة للضمان الاجتماعي، وضريبة لكل وجه طارئ لم يحسب حسابه في المصروفات العامة، أو تعجز الميزانية العادية عن الإنفاق عليه عند الاقتضاء".

4ـ وقال في العدالة الاجتماعية (ص: 123): "مبدأ الملكية الفردية في الإسلام لا يمنع تبعاً لهذا ـ المصالح المرسلة، وسد الذرائع ـ أن تأخذ الدولة نسبة من الربح، أو نسبة من رأس المال ذاته".

5ـ وقال: " الإسلام يُعّدُ العمل هو السبب الوحيد للملكية والكسب، ورأس المال في ذاته ليس سبباً من أسباب الكسب الصحيحة" (معركة الإسلام والرأسمالية ص:40).

ثم قال ( ص: 52) من المصدر نفسه: " فأما القاعدون الذين لا يعملون فثراؤهم حرام، وعلى الدولة أن تنتفع بذلك الثراء لحساب المجتمع، وأن لا تدعه لذلك المتبطل الكسلان".
ويستنتج من هذا التشريع الجديد، أو يستدل عليه بقوله: "العبادة ليست وظيفة حياة، وليس لها إلا وقتها المعلوم (( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله )) معركة الإسلام والرأسمالية.

6ـ وقال "في ظلال القرآن" (4/2010): "لابد أن يوجد المجتمع المسلم أولاً بتركيبه العضوي وساعتها قد يُحتاج إلى البنوك، وشركات التأمين، وتحديد النسلالخ، وقد لا يُحتاج! ذلك أننا لا نملك أن نقدر أصل حاجة ولا حجمها ولا شكلها، حتى نشرع لها سلفاً".

فنستنتج من كلام سيّء الذي مر ذكره آنفاً:
1ـ في قوله:" لا يجوز أن نقف عند مجرد ما تم في الحياة الإسلامية الأولى..." أن الإسلام غير كامل ولا واف بمتطلبات الأمة في كل حين.

2ـ جواز الأخذ بالقوانين الوضعية بحجة تحقيق المصالح ودرء المفاسد، وبحجة عدم منافاتها لأصول الإسلام.

3ـ جواز أخذ كل ما أتمته البشرية من تشريعات ونظم اجتماعية إذا لم تخالف أصول تلك التشريعات وأصول تلك التنظيمات أصول الإسلام، فإذا خالفت أصول التشريعات الكافرة والتنظيمات الكافرة نصوص الإسلام من الكتاب والسنة والأمور الفرعية التي دلت عليها تلك النصوص، فلا حرج فيها ولا تحريم، بل يجب الأخذ بتلك التشريعات والتنظيمات الكافرة!

  بيد الدولة أن تنزع كل الممتلكات والثروات من أهلها، وتعيد توزيعها من جديد، ولو جمعت بطرق مشروعة.
5ـ لا مانع من وضع نظام دولي يلغي الرق الذي شرعه الإسلام، لأنه يرى أنه يجوز قيام نظام عالمي ينسخ ما شرعه الله في الكتاب والسنة وأجمع على مشروعيته المسلمون في أبواب الجهاد والزكاة والكفارات والفضائل وغيرها من الرق وعتق الرقاب!
لماذا؟ لأن هذا كله لم يصطدم بأصل من أصول الإسلام في زعمه!

إن ما نقلناه آنفاً من كلام سيّد قطب، لا يترك مجالاً للشك، ولا للجدل حول إباحة سيّد قطب التشريع البشري للمصلحة فيما يتعلق بانتزاع الدولة الممتلكات التي حازها أصحابها بطريق مشروع، وفرض الضرائب العامة أو الخاصة، واستيلاء الدولة على نسبة من الربح أو رأس المال عند الحاجة، ومتابعة العرف الدولي فيما يتعلق بإلغاء الرق.

فأين التركيز على الحاكمية يا أولي الألباب، وأنه لا حاكم إلا الله، ولا مشّرع إلا الله ؟!
وأين ما قام على هذا من تكفير الجماعة المسلمة، لأنها لا تخضع ـ بزعمه ـ لحاكمية الله وتشريعاته؟!

أين أنت يا صاحب كتاب الطاغوت لتر سيّد قطب يتحوّل إلى طاغوت (في ميزانك) يبيح لغير الله أن يسن قوانين وأنظمة وشرائع؟  (من كتاب شحد النصال للشيخ أبي نور الكردي حفظه الله بزيادة وتصرف)

(2) سيّد قطب وتكفير المسلمين حكاماً ومحكومين بلا تفصيل وبلا علم بل وبلا حياء!!!


1ـ قال سيّد: "وأخيراً يدخل في إطار المجتمع الجاهلي تلك المجتمعات التي تزعم لنفسها أنها مسلمة... لا لأنها تعتقد بألوهية أحد غير الله ، ولا لأنها تقدم الشعائر التعبدية لغير الله ولكنها تدخل في هذا الإطار لأنها لا تدين بالعبودية لله وحده في نظام حياتها... فهي ـ وإن لم تعتقد بألوهية أحدٍ إلا الله ـ ، تعطي أخص خصائص الألوهية لغير الله فتدين بحاكمية غير الله فتتلقى من هذه الحاكمية نظامها وشرائعها ، وقيمها ، وموازينها ، وعاداتها، وتقاليدها... موقف الإسلام من هذه المجتمعات الجاهلية كلها يتحدد في عبارة واحد : أنه يرفض الاعتراف بإسلامية هذه المجتمعات كلها" "معالم في الطريق"، (ص: 101ـ 103) دار الشروق..

2ـ وقال " لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية وعادت البشرية إلى مثل الموقف الذي كانت فيه يوم تنزل هذا القرآن على رسول الله e ويوم جاءها الإسلام مبنياً على قاعدته الكبرى : ( شهادة أن لا إله إلا الله ) .. شهادة أن لا إله إلا الله بمعناها الذي عبر عنه ربعي بن عامر رسول قائد المسلمين إلى رستم قائد الفرس وهو يسأله : ما الذي جاء بكم ؟ فيقول : الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده ، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام...
وهو يعلم أن رستم وقومه لا يعبدون كسرى بوصفه إلهاً خالقاً للكون، ولا يقدمون له شعائر العبادة المعروفة ولكنهم إنما يتلقون منه الشرائع ، فيعبدونه بهذا المعنى الذي يناقض الإسلام وينفيه، فأخبره أن الله ابتعثهم ليخرجوا الناس من الأنظمة والأوضاع التي يعبد العباد فيها العباد ويقرون لهم بخصائص الألوهية ـ وهي : الحاكمية ، والتشريع والخضوع لهذه الحاكمية والطاعة لهذا التشريع...إلى عبادة الله وحده وإلى عدل الإسلام .
لقد استدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بـ ( لا إله إلا الله) فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد والى جور الأديان ، ونكصت عن لا إله إلا الله ، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن : لا إله إلا الله دون أن يدرك مدلولها ودون أن يعي هذا المدلول وهو يرددها ودون أن يرفض شرعية الحاكمية التي يدعيها العباد لأنفسهم وهي مرادف الألوهية سواء ادّعوها كأفراد أو كتشكيلات تشريعية أو كشعوب فالأفراد كالتشكيلات كالشعوب ليست آلهة فليس لها إذن حق الحاكمية..... إلا أن البشرية عادت إلى الجاهلية وارتدت عن لا إله إلا الله، فأعطت لهؤلاء العباد خصائص الألوهية ولم تعد توحد الله وتخلص له الولاء ...
البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول ولا واقع ... وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة ، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد ـ من بعد ما تبين لهم الهدى ـ ومن بعد أن كانوا في دين الله". "في ظلال القرآن" ( 2 / 1057 ) دار الشروق .

3ـ وقال: " ارتدت البشرية إلى عبادة العباد ، والى جور الأديان ، ونكصت عن لا إله إلا الله ، وإن ظل فريق منها يردد على المآذن : لا إله إلا الله " في ظلال القرآن( 2 / 1057 ) دار الشروق.

4ـ وقال: "إن هذا المجتمع الجاهلي الذي نعيش فيه ليس هو المجتمع المسلم" في ظلال القرآن (4/ 2009) دار الشروق.

5ـ وقال عن مشركي الجاهلية : "إنما كان شركهم الحقيقي يتمثل ابتداءً في تلقي منهج حياتهم وشرائعهم من غير الله ، [ لا عبادة الأصنام تقربا واستشفاعا إلى الله ] الأمر الذي يشاركهم فيه اليوم أقوام يظنون أنهم مسلمون على دين محمد ، كما كان المشركون يظنون أنهم مهتدون على دين إبراهيم""في ظلال القرآن" ( 3 / 1492) دار الشروق..

6ـ وقال: "والذين لا يُفردون الله بالحاكمية في أي زمان ، وفي أي مكان هم مشركون ، لا يخرجهم من هذا الشرك أن يكون اعتقادهم لا إله إلا الله مجرد اعتقاد ، ولا أن يقدموا الشعائر لله وحده""في ظلال القرآن" ( 2 / 1492) دار الشروق.

7ـ وقال في معرض الحديث عن قوله تعالى : ]واجعلوا بيوتكم قبلة[ بعد أن قرر فيما سبق دخول مسلمي العصر في إطار المجتمع الجاهلي: "وهنا يرشدنا الله إلى اعتزال معابد الجاهلية [يريد مساجدها..تأمل]واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحسّ فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي""في ظلال القرآن" ( 3 / 1816) دار الشروق..

8ـ وقال: "إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقدياً وشعورياً ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها ، حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها ، وإلا أن تشعر شعوراً كاملاً بأنها هي الأمة المسلمة ، وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه جاهلية ، وأهل جاهلية" "في ظلال القرآن" ( 4 / 2122 ) دار الشروق. .

9ـ وقال : "إنه ليست على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ، ولا مجتمع مسلم ، قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله ، والفقه الإسلامي" "في ظلال القرآن" (4 / 2122 ) دار الشروق.

10ـ وقال: "ونقطة البدء الصحيحة في الطريق الصحيحة هي أن تتبين حركات البعث الإسلامي أن وجود الإسلام قد توقف ... هذا طريق ، والطريق الآخر أن تظُنّ هذه الحركات لحظة واحدة أنّ الإسلام قائم ، وأنّ هؤلاء الذين يدّعون الإسلام ويتسمون بأسماء المسلمين هم فعلاً مسلمون ... فإن سارت الحركات في الطريق الأول سارت على صراط الله وهداه ... وإن سارت في الطريق الثاني فستسير وراء سراب كاذب ، تلوح لها فيه عمائم تُحّرف الكلم عن مواضعه ، وتشتري بآيات الله ثمناً قليلاً، وترفع راية الإسلام على مساجد الضرار" "العدالة الاجتماعية" (ص 216 ) دار الشروق 1415 هـ..

11ـ وقال: "ونحن نعلم أنّ الحياة الإسلامية ـ على هذا الّنحو ـ قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض، وأن وجود الإسلام ذاته ـ من ثم ـ قد توقف كذلك""العدالة الاجتماعية" ( ص 185) دار الشروق 1415 هـ.
12ـ وقال في الكلام على قول الله تعالى: (( وما يؤمنُ أكثرهم بالله إلا وهم مشركون )) بعد أن ذكر الشرك الخفي: "وهناك الشرك الواضح الظاهر وهو الدينونة لغير الله في شأن من شؤون الحياة الدينونة في شرع يتحاكم إليه ـ وهو نصّ في الشرك لا يجادل عليه ـ والدينونة في تقليد من التقاليد كاتخاذ أعياد ومواسم يشرعها الناس ولم يشرعها الله والدينونة في زي من الأزياء يخالف ما أمر الله به من الستر ويكشف أو يحدد العورات التي نصت شريعة الله أن تستر""في ظلال القرآن" ( 4 / 2033 ) دار الشروق.

 أقول: كل ما تقدم من أمثلة أُخِذَت من ثلاثة من أشهر كتب سيد قطب وهي بيّنة في غاية الصراحة والوضوح على تكفير سيد للجماعة المسلمة عامة.... (شحد النصال بتصرّف)

وبعد كل هذا التكفير الواضح الجلي الذي فاق ما كان عليه ابن ملجم وأصحابه يقول سيّد قطب:
" إن من أطاع بشراً في شريعة من عند نفسه، ولو في جزئية صغيرة، فإنما هو مشرك وإن كان في الأصل مسلماً ثم فعلها؛ فإنما خرج بها من الإسلام إلى الشرك.. مهما بقي بعدَ ذلك يقول: ( أشهد أن لا إله إلا الله ) بلسانه، بينما يتلقى من غيرِ الله، ويطيعُ غيرَ الله" !!! (الظلال 3/1198).

 فأنت أخي إذا كنت في سيارتك تسير في طريق عام وأنار اللون الأحمر الذي يوجب على السيارات التوقف فلا يجوز لك أن تتوقف بل واصل السير لأنّك إن توقفت تكون قد أطعت الحاكم في جزئية صغيرة وتصير بذلك مشركا كافرا حلال الدم والمال لأنّك أطعت الحاكم في تشريع من عند نفسه! ولا يضرك إن أصبت المارة المشاة بسيارتك فقتلتهم! فالفتنة أشّد من القتل!! وإذا اجتمعت المفاسد ارتكب الأدنى من المفاسد!!! ومفسدة قتل المارة أقل من مفسدة الشرك بالله والارتداد عن دينه!!!!
أليس هذا هو مضمون كلام سيّد قطب؟!
أم أنّ لكلامه هذا تأويلا وتفسيرا لم أفهمه ولم أحط به علما كما زعم المستشار سالم البهنساوي صاحب كتاب (الحكم وقضية تكفير المسلم)؟!!


(3) شهادات على سيّد قطب من أتباعه بتكفير المسلمين

1 ـ شهادة الإخواني يوسف القرضاوي على سيّد قطب وكتبه بالتكفير:
" في هذه المرحلة ظهرت كتب الشهيد سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره والتي تنضح بتكفير المجتمع وتأجيل الدعوة إلى النظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره وإحياء الاجتهاد وتدعو إلى العزلة الشعورية عن المجتمع وقطع العلاقة مع الآخرين وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة والإزراء بدعاة التسامح والمرونة ورميهم بالسذاجة والهزيمة النفسية أمام الحضارة الغربية ويتجلى ذلك أوضح ما يكون في" في ظلال القرآن في طبعته الثانية ، وفي معالم في الطريق، ومعظمه مقتبس من الظلال، وفي الإسلام ومشكلات الحضارة، وغيرها وهذه الكتب كان لها فضلها وتأثيرها الإيجابي الكبير كما كان لها تأثيرها السلبي"."أولويات الحركة الإسلامية" يوسف القرضاوي ( ص:110).

2ـ شهادة فريد عبد الخالق ( أحد كبار الإخوان المفلسين) على سيّد قطب وأتباعه بأنهم يكفرون المسلمين :
" ألمعنا فيما سبق إلى أن نشأة فكر التكفير بدأت بين شباب بعض الإخوان في سجن القناطر في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات ، وأنهم تأثروا بفكر الشهيد سيد قطب وكتاباته ، وأخذوا منها أن المجتمع في جاهلية وأنه قد كفر حكامه الذين تنكروا لحاكمية الله بعدم الحكم بما أنزل الله ، ومحكوموه إذ رضوا بذلك" ا هـ كتاب" الإخوان المسلمون في ميزان الحق" (ص:115).

3ـ شهادة علي جريشة ( وهو من كبار الإخوان المفلسين) :
" وفي الحديث انشقت مجموعة على جماعة إسلامية كبيرة إبان وجودهم في السجون .. ومع ذلك لجأت تلك المجموعة إلى تكفير الجماعة الكبيرة ، لأنها لا تزال على رأيها في تكفير الحاكم وأعوان الحاكم ثم المجتمع كله ، ثم انشقت المجموعة المذكورة إلى مجموعات كثيرة ، كل منها يكفر الآخر " "الاتجاهات الفكرية المعاصرة" (ص:279).
  


(4) سيد قطب والسخرية من كليم الله موسى بن عمران عليه الصلاة والسلام !!

 قال في كتابه الرديء "التصوير الفني في القرآن"ص 200 – 204.:

لنأخذ موسى؛ إنه نموذج للزعيم المندفع العصبي المزاج.

فها هو ذا قد رُبي في قصر فرعون، وتحت سمعه وبصره، وأصبح فتىً قوياً.

((وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ)).

وهنا يبدو التعصب القومي، كما يبدو الانفعال العصبي.

وسرعان ما تذهب هذه الدفعة العصبية، فيثوب إلى نفسه؛ شأن العصبيين:

((قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ)).

((فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ)).
وهو تعبير مصور لهيئة معروفة: هيئة المتفزغ المتلفت المتوقع للشر في كل حركة، وتلك سمة العصبيين أيضاً.


ومع هذا، ومع أنه قد وعد بأنه لن يكون ظهيراً للمجرمين؛ فلننظر ما يصنع... إنه ينظر:
((فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ)) مرة أخرى على رجل آخر! ((قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ)).

ولكنه يهم بالرجل الآخر كما هم بالأمس، وينسيه التعصب والاندفاع استغفاره وندمه وخوفه وترقُّبه، لولا أن يذكره من يهم به بفعلته، فيتذكر ويخشى:
((فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَامُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْمُصْلِحِينَ)).
 
وحينئذ ينصح له بالرحيل رجل جاء من أقصى المدينة يسعى، فيرحل عنها كما علمنا.

فلندعه هنا لنلتقي به في فترة ثانية من حياته بعد عشر سنوات؛ فلعله قد هدأ وصار رجلاً هادئ الطبع حليم النفس.

كلا! فها هو ذا يُنادي من جانب الطور الأيمن: أن ألق عصاك. فألقاها؛ فإذا هي حيةٌ تسعى، وما يكاد يراها حتى يثب جرياً لا يعقبُ ولا يلوى... إنه الفتى العصبي نفسه، ولو أنه قد صار رجلاً؛ فغيره كان يخاف نعم، ولكن لعله كان يبتعد منها، ويقف ليتأمل هذه العجيبة الكبرى.

ثم لندعه فترة أخرى
لنرى ماذا يصنع الزمن في أعصابه.

لقد انتصر على السحرة، وقد استخلص بني إسرائيل، وعَبَرَ بهم البحر، ثم ذهب إلى ميعاد ربه على الطور، وإنه لنبي، ولكن ها هو ذا يسأل ربه سؤالاً عجيباً:
((قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنْ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنْ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي)).

ثم حدث مالا تحتمله أية أعصاب إنسانية، بله أعصاب موسى: ((فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ)).

عودة العصبي في سرعة واندفاع!

ثم ها هو ذا يعود، فيجد قومه قد اتخذوا لهم عجلاً إلهاً، وفي يديه الألواح التي أوحاها الله إليه، فما يتريَّث وما يني،
((وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ)).

وإنه ليمضي منفعلاً يشدُّ رأس أخيه ولحيته ولا يسمع له قولاً: ((قَالَ يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي)).

وحين يعلم أن السامري هو الذي فعل الفعلة؛ يلتفت إليه مغضباً، ويسأله مستنكراً، حتى إذا علم سر العجل
.

((قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا)).

هكذا في حنق ظاهر وحركة متوترة.

فلندعه سنوات أخرى.


لقد ذهب قومه في التيه، ونحسبه قد صار كهلاً حينما افترق عنهم، ولقي الرجل الذي طلب إليه أن يصحبه ليعلمه مما آتاه الله علماً، ونحن نعلم أنه لم يستطع أن يصبر حتى ينبئه بسرِّ ما يصنع مرة ومرة ومرة، فافترقا...

تلك شخصية موحدة بارزة، ونموذج إنساني واضح في كل مرحلة من مراحل القصة جميعاً.
اهـ

عذرا على ما نقلت من كلام وضيع رخيص لا نقبل أن يُقال في عوام المسلمين فكيف بكليم ربّ العالمين وأحد أولي العزم من الرسل!!!

أين أنتم يا أتباع سيّد قطب من قوله تعالى: ((يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا)) ؟!.

لا حول ولا قوّة إلا بالله. إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

(5) سيّد قطب وإسقاط خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه !!
قال سيّد قطب: "ونحن نميل إلى اعتبار خلافة علي امتداداً طبيعياً لخلافة الشيخين قبله، وأن عهد عثمان كان فجوة بينهما"."العدالة الاجتماعية" ص (206/ الطبعة الخامسة).

أمثل هذا الكلام يصدر من موّحد سنّي ؟!
أليس هذا طعن في الخليفة الراشد ذي النورين رضي الله عنه؟!
بربكم من سيفرح بكلام سيّء قطب هذا؟  الشيعة الروافض أم أهل السنّة والجماعة ؟!!

خاصة إذا علمت أنّ:
(6) سيّد قطب يعتبر ثورة ابن سبأ اليهودي على عثمان بن عفان رضي الله عنه أقرب إلى روح الإسلام من موقف عثمان!!

قال سيد قطب : ((وأخيرًا ثارت الثائرة على عثمان ، واختلط فيها الحقُّ بالباطل ، والخير بالشر ، ولكن لا بدّ لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ويستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرّر أن تلك الثورة في عمومها كانت أقربَ إلى روح الإسلام واتجاهه من موقف عثمان ، أو بالأدق من موقف مروان ومِن ورائه بنو أمية)) ((العدالة)) ( ص : 189 ) ط خامسة ، ( ص : 160 ـ 161 ) ط ثانية عشرة .
فهل بقي عندكم شك أنّ سيّدا رافضي خبيث متستّرٌ بلباس السنّة !!
ولا أدلّ على ذلك من أن ترى صورة (الشهيد) –زعموا- سيّد قطب على طابع بريد جمهورية إيران الإمامية الجعفرية الإثني عشرية!!!

هذا وقد أنكر أئمة السلف على من قدّم عليا على عثمان رضي الله عنهما فقد أخرج الخلال في السنّة: (ج2/ص378):
الإنكار على من قدم عليا على عثمان رحمهما الله:

 أخبرني محمد بن أبي هارون أن إسحاق بن ابراهيم حدثهم قال سألت أبا عبدالله عمن قدم عليا على عثمان
؟
 فقال: هذا رجل سوء نبدأ بما قال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ومن فضله النبي صلى الله عليه وسلم. (526)
 
 وأخبرني زهير بن صالح بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال
: سئل أبي وأنا أسمع عن من يقدم عليا على عثمان مبتدع؟ قال: هذا أهلٌ أن يُبَدّع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قدموا عثمان. إسناده صحيح. (530)
 
 وأخبرني علي بن عبد الصمد قال سمعت هارون الديك يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول من قال أبو بكر وعمر وعثمان فهو صاحب سنة ومن قال أبو بكر وعمر وعلي وعثمان
فهو رافضي أو قال مبتدع.
وفي إسناده من لم يعرف حاله. (532)
 
 قال أخبرني محمد بن علي قال ثنا صالح أن أباه قال
أهل أن يبدع! أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قدموا عثمان. إسناده صحيح (533)
 
 أخبرني زكريا بن يحيى الناقد قال سمعت أبا عبدالله قال له رجل من قدم عليا على عثمان قال
: ذا قول سوء. إسناده صحيح  (534)اهـ


(7) سيّد قطب وتكفير الصحابة رضي الله عنهم !!
ألم أقل لك أنّ الرجل فيه عرق رافضي! فها هو مجدّد العصر –زعموا- يكّفر معاوية بن أبي سفيان وأبا سفيان بن حرب وعمرو بن العاص وهند بنت عتبة رضي الله عنهم أجمعين.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((إبنا العاصي مؤمنان: هشام وعمرو)) رواه ابن سعد في الطبقات والطبراني وهو صحيح (انظر الصحيحة 156)
ويقول عليه السلام: ((عمرو بن العاص من صالحي قريش)) ويقول: ((أسلم النّاس وآمن عمرو بن العاص)) انظر (السلسلة الصحيحة2/263 الحديث رقم 653)

قلتُ: والشهادةُ لعمرو رضي الله عنه بالإيمان شهادة له بالجنّة فإنّه لن تدخل الجنّة إلا نفس مؤمنة !

وقال عليه الصلاة والسلام في معاوية رضي الله عنه: ((اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به)) رواه الترمذي بسند صحيح (3842)
وقيل لابن عباس رضي الله عنه: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنّه ما أوتر إلا بواحدة ؟ قال: أصاب إنّه فقيه، وفي رواية قال دعه فإنّه قد صحب النبي صلى الله عليه وسلّم. رواه البخاري. وهو في (المشكاة 1277)

وبالمقابل يقول سيّد قطب الذي تربى على كتب الروافض والمعتزلة كابن أبي الحديد وغيره:
يقول سيّد: ((فلما جاء معاوية ، وصير الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً في بني أمية ؛ لم يكن ذلك من وحي الإسلام ، إنما كان من وحي الجاهلية )).

ولم يكتف بهذا ، بل شمل بني أمية جميعاً ، فقال: ((فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبهم ، وما كان الإسلام لها إلا رداء تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات)).

وما أشبه كلام هذا الجاهل الضال بكلام ذلك الطاغية المجوسي الكافر آية الشيطان الخميني حيث يقول عن خلافة بني أمية: (( في  صدر الاسلام سعى الأمويون ومن يسايرهم لمنع استقرار حكومة الامام علي بن أبي طالب وبمساعيهم البغيضة تغير أسلوب الحكم ونظامه وانحرف عن الاسلام  لأن برامجهم كانت تخالف وجهة الاسلام في تعاليمه تماما...) الحكومة الاسلامية ص33.
ألم أقل لك أنّ للرجل عرق رافضي ؟!

ثم يذكر سيّد قطب يزيد بن معاوية رحمه الله بأسوأ الذكر، ويقول: ((وهذا هو الخليفة الذي يفرضه معاوية على الناس ، مدفوعاً إلى ذلك بدافع لا يعرفه الإسلام ، دافع العصبية العائلية القبلية ، وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه؛ فمعاوية هو ابن أبي سفيان وابن هند بنت عتبة ، وهو وريث أحد قومه جميعاً ، وأشبه شيء بهم في بعد روحه عن حقيقة الإسلام ؛ فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية؛ فهو منه ومنهم بريء)).
وقال هذا الجاهل الضال بعد ذلك:
((ولسنا ننكر على معاوية في سياسة الحكم ابتداعه نظام الوراثة وقهر الناس عليها فحسب ، إنما ننكر عليه أولاً وقبل كل شيء إقصاءه العنصر الأخلاقي في صراعه مع علي وفي سيرته في الحكم بعد ذلك إقصاءً كاملاً لأول مرة في تاريخ الإسلام …فكانت جريمة معاوية الأولى التي حكمت روح الإسلام في أوائل عهده هي نفي العنصر الأخلاقي من سياسته نفياً باتاً ، ومما ضاعف الجريمة أن هذه الكارثة باكرت الإسلام ولم تنقض إلا ثلاثون سنة على سننه الرفيع…ولكي ندرك عمق هذه الحقيقة يجب أن نستعرض صوراً من سياسة الحكم في العهود المختلفة على أيدي ابي بكر وعمر ، وعلى أيدي عثمان ومروان …ثم على أيدي الملوك من أمية …ومن بعدهم من بني العباس ، بعد أن خُنقت روح الإسلام خنقاً على أيدي معاوية وبني أمية )).

ثم يقول هذا الجاهل الضال: ((فلئن كان إيمان عثمان وورعه ورقته كانت تقف حاجزاً أمام أمية؛ لقد انهار هذا الحاجز ، وانساح ذلك السد ، وارتدت أمية طليقة حرة إلى وراثاتها في الجاهلية والإسلام ، وجاء معاوية تعاونه العصبة التي على شاكلته ، وعلى رأسها عمرو بن العاص ، قوم تجمعهم المطامع والمآرب ، وتدفعهم المطامح والرغائب ، ولا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير))!!!.

ثم قال هذا الرافضي الخبيث: ((ولا حاجة بنا للحديث عن معاوية؛ فنحن لا نؤرخ له هنا ، وبحسبنا تصرفه في توريث يزيد الملك لنعلم أي رجل هو ، ثم بحسبنا سيرة يزيد لنقدر أية جريمة كانت تعيش في أسلاخ أمية على الإسلام والمسلمين )).

ثم يذكر خطبة أخرى لمعاوية في أهل المدينة: ((أما بعد؛ فإني والله ما وليتها بمحبة علمتها منكم)).

ثم يعلق عليها فيقول: ((أجل ، ما وليها بمحبة منهم ، وإنه ليعلم أن الخلافة بيعة الرضى في دين الإسلام ،
ولكن ما لمعاوية وهذا الإسلام ، وهو ابن هند وابن ابي سفيان؟!)).

وبالمقابل تجد إمام الكفر في عصره طاغوت الروافض الأول آية الشيطان الخميني عليه من الله ما يستحق يقول في أنفس كتبه ((الحكومة الإسلامية ص18)): (( ... معاوية ترأس قومه أربعين عاما ، ولكنه لم يكسب لنفسه سوى لعنة الدنيا وعذاب الآخرة )).
ويقول عن معاوية رضي الله عنه :
(وقد حدث مثل ذلك في أيام معاوية فقد كان يقتل الناس على الظنة والتهمة ويحبس طويلا وينفي من البلاد ويخرج كثيرا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) .

ويقول عن حكومة معاوية :
(ولم تكن حكومة معاوية تمثل الحكومة الاسلامية أو تشبهها من قريب ولا من بعيد) .
(نفس الكتاب ص71)
ألم أقل لك أنّ الرجل فيه عرق رافضي ؟!!

ثمّ ينتقل سيّد إلى صحابي آخر وهو أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه فيقول:

((أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام ؛ فهو إسلام الشفة واللسان ، لا إيمان القلب والوجدان ، وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل؛ فلقد ظل يتمنى هزيمة المسلمين ويستبشر لها في يوم حنين ، وفي قتال المسلمين والروم فيما بعد ، بينما يتظاهر بالإسلام ، ولقد ظلت العصبية الجاهلية تسطير على فؤاده…وقد كان أبو سفيان يحقد على الإسلام والمسلمين ، فما تعرض فرصة للفتنة إلا انتهزها))!!

ثم يقول عن هند بن عتبة أم معاوية:

 ((ذلك أبو معاوية ، فأما أمه هند بنت عتبة ، فهي تلك التي وقفت يوم أحد تلغ في الدم إذ تنهش كبد حمزة كاللبؤة المتوحشة ، لا يشفع لها في هذه الفعلة الشنيعة حق الثأر على حمزة؛ فقد كان قد مات ،
وهي التي وقفت بعد إسلام زوجها كرها بعد إذ تقررت غلبة الإسلام تصيح: ((اقتلوا الخبيث الدنس الذي لا خير فيه ، قبح من طليعة قوم ، هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم؟)).

قال الأستاذ الشيخ المؤرّخ محمود محمّد شاكر رحمه الله تعالى في ردّه على كلام الجاهل الضال سيّد قطب هذا:
((هؤلاء أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، يذكرهم كاتب مسلم بمثل هذه العبارات الغريبة النابية ، بل زاد ، فلم يعصم كثرة بني أمية من قلمه ، فطرح عليهم كل ما استطاع من صفات تجعلهم جملة واحدة براء من دين الله ، ينافقون في إسلامهم ، ونفون من حياتهم كل عنصر أخلاقي – كما سماه –
...ثمّ نقل رحمه الله تعالى بعض الأحاديث والآثار في فضل الأربعة المذكورين وسائر بني أميّة ثمّ قال:
ولو صح كل ما يذكر مما اعتمد عليه الكاتب في تمييز صفات هؤلاء الأربعة وصفة بني أمية عامة؛ لكان طريق أهل الإسلام أن يحملوه على الخطأ في الاجتهاد من الصحابي المخطيء ، ولا يدفعهم داء العصر أن يوغلوا من أجل خبر أو خبرين في نفي الدين والخلق والضمير عن قوم هم لقرب زمانهم وصحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلّم أولى أهل الإسلام بأن يعرفوا حق الله وحق رسوله ، وأن يعلموا من دين الله ما لم يعلمه مجترئ عليهم طعان فيهم.
وأختم كلمتي هذه بقول النووي في شرح مسلم (16/93): ((اعلم أن سب الصحابة رضي الله عنهم حرام من فواحش المحرمات ، سواء من لابس الفتن منهم وغيره؛ لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون ، وقال القاضي: سب أحدهم من المعاصي الكبائر ، ومذهبنا ومذهب الجمهور أن يعزر ولا يقتل ، وقال بعض المالكية يقتل)).

وأسدي النصحية لمن كتب هذا وشبهه أن يبرأ إلى الله علانية مما كتب ، وأن يتوب توبة المؤمنين مما فرط منه ، وأن ينزه لس
انه ويعصم نفسه ويطهر قلبه ، وأن يدعو بدعاء أهل الإيمان: (( رَبَّنا اغفِرْ لَنا ولإخوانِنا الَذينَ سَبَقُونا بالإيمانِ ولا تَجعَل في قُلوبِنا غِلا للذينَ آمَنُوا رَبّنا إنَكَ رَؤوفٌ رحِيمٌ )) اهـ (من كتاب مطاعن سيّد قطب في أصحاب النبي للإمام ربيع المدخلي حفظه الله)

وبالمناسبة أنقل للقارئ الكريم بعض ما قاله أهل العلم والإيمان فيمن ينتقص معاوية رضي الله عنه:

قال الإمام الخلال في كتابه السنّة الذي لا يسمع به كثير من الشباب المخدوعين:
أخبرني محمد بن الحسين أن الفضل بن زياد حدثهم قال سمعت أبا عبدالله (أي إمام أهل السنّة أحمد بن حنبل رضي الله عنه) وسئل عن رجل انتقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي ؟  
فقال: إنه لم يجترىء عليهما إلا وله خبيئة سوء ما انتقص أحد أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا له داخلة سوء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير الناس قرني.اهـ قال المحقق: في إسناده محمد بن الحسين لم يميزه. (690)

وقال كذلك: أخبرني محمد بن موسى قال سمعت أبا بكر بن سندي قرابة إبراهيم الحربي قال كنت أو حضرت أو سمعت أبا عبدالله  وسأله رجل يا أبا عبدالله لي خال ذكر أنه ينتقص معاوية وربما أكلت معه فقال أبو عبد الله مبادرا: لا تأكل معه.اهـ (693)

وروى ابن أبي الدنيا بسنده إلى عمر بن عبد العزيز أنه قال: (( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلّم في المنام وأبو بكر وعمر جالسان عنده، فسلمت عليه وجلست، فبينا أنا جالس أُتيَ بعليّ ومعاوية فأدخلا بيتاً وأجيف الباب، وأنا أنظر، فما كان بأسرع من أن خرج عليّ وهو يقول: قضي لي ورب الكعبة، ثم ما كان بأسرع من أن خرج معاوية وهو يقول: غفر لي ورب الكعبة )).
وروى ابن عساكر عن أبي زرعة الرازي: (( أنه قال له رجل: إني أبغض معاوية، فقال له: ولِمَ؟ قال: لأنه قاتل علياً، فقال له أبو زرعة: ويحك إن رب معاوية رحيم، وخصم معاوية خصم كريم، فأيش دخولك أنت بينهما، رضي الله تعالى عنهما )).
نقلا عن (من أقوال المنصفين في معاوية للعلامة عبد المحسن العبّاد حفظه الله تعالى)

وقد قال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي رحمه الله تعالى: (( إن معاوية بن أبي سفيان ستر لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم فمن كشف الستر اجترأ على ما وراءه )). انظر البداية والنهاية (8/139).

قال علامة المدينة النبوية حرسها الله الشيخ المحدّث عبد المحسن العباد حفظه الله تعالى: فالذي يتكلم في معاوية ويجرؤ على أن يتكلم فيه  بكلام لا يليق فإنه من السهل عليه أن يتكلم في غيره.
(انظر مقدّمة كتابه من أقوال المنصفين في الصحابي الخليفة معاوية)

(8) سيّد قطب يغرق في الجهل ولا يعذر بالجهل!!

يقول سيّد قطب في تفسيره المبتدع ( في ظلال القرآن 4/1991) بعد كلام في سياق قصة يوسف عليه السلام:
 "وكونهم ( لا يعلمون ) لا يجعلهم على دين الله القويم، فالذي لا يعلم شيئاً لا يملك الاعتقاد فيه تحقيقاً فإذا وجد ناس لا يعلمون حقيقة الدين لم يعد من الممكن عقلاً وواقعاً وصفهم بأنهم على هذا الدين! ولم يقم جهلهم عذراً لهم يُسبغ عليهم صفة الإسلام ذلك أن الجهل مانع للصفة ابتداء، فاعتقاد شيء فرع من العلم به، وهذا منطق العقل والواقع، من منطق البداهة الواضح.اهـ

(9) يا للعار مجدّد عصره! سيّد قطب لا يفرّق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية!!


قال سيّد قطب في المرجع السابق ((إن الطاغوت لا يقوم في الأرض إلا مدّعياً أخص خصائص الألوهية وهو الربوبية (!!) أي: حق تعبيد الناس لأمره وشرعه، ودينونتهم لفكره وقانونه، وهو إذ يزاول هذا في عالم الواقع يدعيه ـ ولو لم يقله بلسانه ـ فالعمل دليل أقوى من القول.اهـ

لست أدري أسمع سيّد قطب مرّة في حياته برسالة صغيرة الحجم تسمى ((الأصول الثلاثة وأدلتها)) ؟!!
لست أدري إن سمع سيّد قطب برسالة لطيفة تسمى ((العقيدة الواسطية)) .؟!!
لست أدري إن سمع سيّد قطب برسالة لطيفة تسمى ((العقيدة الطحاوية)) ؟!!
لست أدري إن سمع سيّد قطب برسالة لطيفة تسمى ((لمعة الإعتقاد)) ؟!!
لست أدري إن سمع سيّد قطب برسالة لطيفة تسمى ((كشف الشبهات في التوحيد)) ؟!!

أقول هذا لأنّ هذه المتون المختصرة وغيرها مشتملة على تعريف التوحيد بأقسامه الثلاثة وفيها بيان الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية الذي لا أظنّ صغار طلبة العلم مثلي يجهلونه!
فكيف خفي ذلك على (إمام من أئمّة الإسلام المجدّد المجاهد الشهيد المجدّد) (!!) سيّد قطب ؟!!!
إنّ رجلا لا يدرك الفرق بين توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية لجدير به أن يجلس إلى حلق الذكر ويطلب العلم عند المشايخ ويدرس عند العلماء ويتعلّم لا أن يدرّس ويعلّم!!

كيف إذا علمت أنّ:

 (10) سيّد قطب لا يعرف معنى لا إله إلا الله أصلا ؟!!
فها هو يقول عند قوله تعالى ((وهو الله لا إله إلا هو)) : أي فلا شريك له في خلق ولا اختيار!!! الظلال (5/2707).

أمثل هذا الرجل يؤخذ عنه العلم ؟!
أمثل هذا الرجل يُرجع إليه في مسائل الاعتقاد ؟!
كيف يُتركُ من أفنى عُمره في تدريس أصعب وأطول كتب الاعتقاد على منهج السلف الصالح أمثال الإمام ابن باز رحمه الله تعالى لأجل رجل لا يعرف بديهيات الاعتقاد ؟!!

(11) من فتاوى سيّد قطب: لا يجوز للإخوان المفلسين أكل ذبائح المسلمين!! إلا إذا اعتبروها ذبائح أهل الكتاب!!!

قال علي عشماوي (وكان من خاصة سيّد قطب): جاءني أحد الإخوان وقال لي بأنه سوف يرفض أكل ذبيحة المسلمين الموجودة حالياً، فذهبت إلى سيد قطب وسألته عن ذلك فقال: دعهم يأكلونها فيعتبرونها ذبيحة أهل الكتاب فعلى الأقل المسلمون الآن هم أهل كتاب؟!  . كتاب (التاريخ السري للإخوان المسلمين ص 80) (الصفحات للحدادي)

(12) الكارثة الكبرى: سيّد قطب يقول بالحلول ووحدة الوجود

إنّ عقيدة وحدة الوجود تعني أنّ الوجود كلّه واحد! وأنّ الخالق هو عين المخلوق!! وقد عبّر عنها إمام الكفر في عصره محيي الدين بن عربي عليه من الله ما يستحق بقوله:

وما الكلب والخنزير إلا إلهنا ****** وما الله إلا راهب في كنيسة

وهذه عقيدة كفرية بلا ريب بل هي رأس العقائد الكفرية بلا شك!
وللأسف فإنّ (الشهيد) –زعموا- سيّد قطب قد وقع في هذه العقيدة الكفرية من حيث يدري أو من حيث لا يدري!
فها هو يقول في ديوانه الشعري (ص 123) وفي قصيدته (إلى الشاطئ المجهول):

إلى الشاطئ المجهول والعالم الذي **** حننْتُ لمرآه إلى الضفة الأخرى
إلى حيث لاتدري إلى حيث لاترى
**** معالم للأزمان والكون تُستَقْرى
إلى حيث لاحيث تميز حدوده!
**** إلى حيث تنسى الناسَ والكونَ والدّهرا
وتشعر أنّ
الجزء و الكل واحد **** وتمزج في الحس البداهة والفكرا
فليس هنا أمس وليس هنا غد
**** ولااليوم فالأزمان كالحلقة الكبرى
وليس هنا غير وليس هنا أنا
  **** هنا الوحدة الكبرى التي احتجبت سرا

وله أبيات في ص91 من ديوانه عنوانها (عبادة جديدة):   

لك يا جمال عبادتي **** لك أنت وحدك يا جمال
وأرى
الألوهة فيك تُو **** حي بالعبادة في جلال
ما أنت إلاّ مظْهرٌ **** منها تُوشِّيهِ بالعبادة في جلالْ
فإذا عَبدتُكَ لم أكنْ **** يا حُسْنُ مِنْ أهل الضّلال
بل كنتُ محمود العقيـ **** دةِ في الحقيقةِ والخيالْ
أعْنُو لمن تعنُو له **** كلُ النفوسِ بلا مثالْ
مُتفرِّقا في الكون في **** شتى المرائي والخِلالْ
فإذا تركّز ها هُنا **** بطلَ التَّمحّلُ والجِدالْ

ولا أظنّ أنّ هذه الأبيات في حاجة إلى تعليق فرائحة الحلول ووحدة الوجود المنتنة تفوح منها !!

كما مدح سيّد قطب عقيدة النيرفانا التي تعني الفناء في الروح الأكبر (الله!) وهي عين عقيدة الحلول التي قال بها غلاة الصوفية الكفرة الفجرة وردّ على من طعن فيها بقوله في (سندباد عصري):
((...وهو يسخر بعقيدة ( النيرفانا) كسخرية زميله الانجليزي الذي يقول : ما كنت أحسب أن دينا يعد بنعمة الفناء !
 ووجه الخطأ هو اعتبار (النيرفانا) فناء !
 إنها كذلك في نظر الغربي الذي يصارع الطبيعة وينعزل عنها، فأما الهندي الذي يحس بنفسه ذرة منسجمة مع الطبيعة، ويعدها أما رؤوما، فيرى في فنائه في القوة العظمى (أي الله سبحانه!!) حياة وبقاء وخلودا.
وعلينا أن نفهم هذا ونعطف عليه ولا نراه بعين الغربيين، وهو يبدو في أرفع صورة في ( ساد هانا تاجور).
 فلنقف خشعا أمام هذا السموّ الإلهي، ولو لحظات !! ))

هكذا يطلب منا مجدّد العصر –زعموا- أن نخشع لعقيدة النيرفانا الكفرية الحلولية وأن نذعن لها باعتبارها سموّ إلهي!!

ولا عجب من ذلك فقد كان سيّد قطب مولعاً بالقراءة واقتناء الكتب منذ صباه، فجمع خمسة وعشرين كتاباً كان مولعاً بها إلى درجة العشق ومن هذه الكتب (البردة، سيرة إبراهيم الدسوقي، السيد البدوي، عبد القادر الجيلاني، دلائل الخيرات، دعاء نصف شعبان) كتاب الخالدي (65) طفل من القرية (127) نقلا من صفحات من سيد قطب للحدادي.
وكل هذه الكتب من كتب الشرك والبدع والضلال والتصوف والخرافات والقبورية والغلو في الأولياء والحلول ووحدة الوجود.

قد يقول قائل لعلّ سيّد قطب قال هذا الكلام حين كان في مرحلته قبل الإسلامية (يعني قبل أن ينصرف إلى القراءة والتأليف في علوم الشريعة!!)

فأقول: لو كان الأمر على ما تقولون لأمر سيّد قطب بعدم إعادة طباعة ديوانه وكتبه القديمة ولكنّه لم يصنع ذلك وكان بإمكانه ذلك فهو الأوّل والأخير صاحب الحقّ في إعادة الطبع من عدمه !!

وها هو سيّد قطب بعد ما بلغ أشدّه وأصبح كهلا يصحح عقيدة الصوفية القائلين بالحلول ووحدة الوجود وذلك في تفسيره الذي لا يزال وللأسف يطبع وينشر ينصح به!!
قال سيّد في تفسير قول الله تعالى: ((هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))الحديد 3 :
 
"وما يكاد يفيق من تصور هذه الحقيقة الضخمة، التي تملأ الكيان البشري وتفيض، حتى تطالعه حقيقة أخرى لعلها أضخم وأقوى،
حقيقة أن لا كينونة لشيء في هذا الوجود على الحقيقة، فالكينونة الواحدة الحقيقية هي لله وحده سبحانه، ومن ثم فهي محيطة بكل شيء، عليمة بكل شيء، فإذا استقرت هذه الحقيقة الكبرى في القلب؛ فما احتفاله بشيء في هذا الكون غير الله سبحانه؟!
 وكل شيء لا حقيقة له ولا وجود، حتى ذلك القلب ذاته، إلا ما يستمده من تلك الحقيقة الكبرى، وكل شيء وهم ذاهب، حيث لا يكون ولا يبقى إلا الله، المتفرد بكل مقومات الكينونة والبقاء، وإن استقرار هذه الحقيقة في قلب ليحيله قطعة من هذه الحقيقة، فأما قبل أن يصل إلى هذا الاستقرار؛ فإن هذه الآية القرآنية حسبه ليعيش تدبرها وتصور مدلولها، ومحاولة الوصول إلى هذا المدلول الواحد وكفى.

 ولقد أخذ المتصوفة بهذه الحقيقة الأساسية الكبرى، وهاموا بها وفيها، وسلكوا إليها مسالك شتى،
بعضهم قال: إنه يرى الله في كل شيء في الوجود،
 وبعضهم قال: إنه رأى الله من وراء كل شيء في الوجود،
وبعضهم قال: إنه رأى الله فلم ير شيئاً غيره في الوجود،
 وكلها أقوال تشير إلى الحقيقة، إذا تجاوزنا عن ظاهر الألفاظ القاصرة في هذا المجال؛ إلا أن ما يؤخذ عليهم على وجه الإجمال هو أنهم أهملوا الحياة بهذا التصور.

والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها
، بينما هو يقوم بالخلافة في الأرض بكل مقتضيات الخلافة من احتفال وعناية وجهاد وجهد؛ لتحقيق منهج الله في الأرض، باعتبار هذا كله ثمرة لتصور تلك الحقيقة تصوراً متزناً، متناسقاً مع فطرة الإنسان وفطرة الكون كما خلقهما الله". في ظلال القرآن" (6/3479 – 3480).
   
 قال الإمام ربيع السنّة حفظه الله تعالى معلّقا على هذه الحقيقة الأساسية الكبرى !!
((وهكذا يقرر سيد قطب وحدة الوجود والحلول، وينسبهما إلى أهلهما الصوفية الضالة في سياق المدح، ويدعو إلى ذلك بقوله: "والإسلام في توازنه المطلق يريد من القلب البشري أن يدرك هذه الحقيقة ويعيش بها ولها"!!.
إنه يرى أن وحدة الوجود والحلول كمال لا يدركه كثير من الناس، ومن لا يصل إلى هذه المرتبة من الكمال؛ فحسبه أن يعيش في تدبُّر هذه الآية التي تدل على عظمة الله، فحولها سيد قطب إلى وحدة الوجود والحلول، أعظم أنواع الكفر بالله.))
       
قد يقول قائل وما أكثر أمثال هذا القائل:
لقد قرأنا في تفسير سورة البقرة لسيد قطب إبطاله لعقيدة وحدة الوجود وردّه على القائلين بها فكيف تتهمونه بما يتبرّء منه ؟!!

أقول: الجواب على هذا يأتيك من رجل أعلم أنّك لا تحبّه ولو علمتَ منزلته لتمنيت أن تقبّل يديه وتشكره على ما يقدّمه لهذه الأمّة المسكينة من النصائح والإرشادات التي قلّ أن تصدر من غيره، إنّه الإمام ربيع السنّة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى:
حيث قال:

 ولقد قال
(أي سيّد قطب) في تفسير سورة البقرة بإبطال وحدة الوجود، ونفاها نفياً قاطعاً، وبيَّن أنها عقيدة غير المسلم؛ فما باله يقررها هاهنا وفي تفسير سورة الإخلاص؟!

هل تسلل إليه غلاة التصوف أهل وحدة الوجود والحلول والجبر فأقنعوه بعقيدتهم فآمن بها وقررها؟!
 أو أنه أمعن في دراسة كتب التصوف، فاقتنع بهذه العقيدة بنفسه، فصدع بها؟!.

ويقول سيد قطب في تفسير سورة الإخلاص: 
       
 "إنها أحدية الوجود،
فليس هناك حقيقة إلا حقيقته،
 وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده،
 وكل موجود آخر؛ فإنما يستمد وجوده من ذلك الوجود الحقيقي،
 ويستمد حقيقته من تلك الحقيقة الذاتية،
وهي من ثم أحدية الفاعلية،
فليس سواه فاعلاً لشيء أو فاعلاً في شيء في هذا الوجود أصلاً،
 وهذه عقيدة في الضمير،
 وتفسير للوجود أيضاً.
 فإذا استقر هذا التفسير، ووضح هذا التصور؛ خلص القلب في كل غاشية ومن كل شائبة ومن كل تعلق بغير هذه الذات الواحدة المتفردة بحقيقة الوجود وحقيقة الفاعلية،

خلص من التعلق بشيء من اشياء هذا الوجود، إن لم يخلص من الشعور بوجود شيء من الأشياء أصلاً؛
فلا حقيقة لوجود إلا ذلك الوجود الإلهي،
ولا حقيقة لفاعلية إلا فاعلية الإرادة الإلهية؛
 فعلام يتعلق القلب بما لا حقيقة لوجوده ولا لفاعليته؟!.

ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله؛
 فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها،
وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه،
 ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله؛
 لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله.

كذلك ستصحبه نفي فاعلية الأسباب، ورد كل شيء وكل حدث وكل حركة إلى السبب الأول الذي منه صدرت، وبه تأثرت، وهذه هي الحقيقة التي عني القرآن عناية كبيرة بتقريرها في التصور الإيماني، ومن ثم كان ينحي الأسباب الظاهرة دائماً، ويصل الأمور مباشرة بمشيئة الله:
(وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى) الأنفال: 17
(وَمَا النَّصْرُ إِلا مِنْ عِنْدِ اللَّه)ِ آل عمران: 126، الأنفال: 10
(وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ الإنسان): 30، وغيرها كثير.
 وبتنحية الأسباب الظاهرة كلها، ورد الأمر إلى مشيئة الله وحدها، تنسكب في القلب الطمأنينة، ويعرف المتجه الوحيد الذي يطلب عنده ما يرغب، ويتقي عنده مايرهب، ويسكن تجاه الفواعل والمؤثرات والأسباب الظاهرة التي لا حقيقة لها ولا وجود". في ظلال القرآن" (6/4002 – 4003)

 و يقول: "في ظلال القرآن" (6/4003)
.     
"وهذه هي مدارج الطريق التي حاولها المتصوفة،
 فجذبتهم إلى بعيد!
ذلك أن الإسلام يريد من الناس أن يسلكوا الطريق إلى هذه الحقيقة وهم يكابدون الحقيقة الواقعية بكل خصائصها ويزاولون الحياة البشرية والخلافة الأرضية بكل مقوماتها،
شاعرين مع هذا أن لا حقيقة إلا الله،
 وأن لا وجود إلا وجوده،
وأن لا فاعلية إلا فاعليته…
 ولا يريد طريقاً غير هذا الطريق".
 
ويقول
"في ظلال القرآن" (6/4012):
 "فالخير إذن يستند إلى القوة التي لا قوة سواها،
 وإلى الحقيقة التي لا حقيقة غيرها،
 يستند إلى الرب الملك الإله، والشر يستند إلى وسواس خناس، يضعف عن المواجهة، ويخنس عند اللقاء، وينهزم أمام العياذ بالله…".

قال الإمام ربيع السنّة حفظه الله تعالى:
               
((وفي هذا تأكيد قوي لما قرره من وحدة الوجود في تفسير سورة الحديد:

فهل هناك أصرح في وحدة الوجود من قوله:
 "إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده"؟!
 
وهل هناك أصرح في وحده الوجود والدعوة إليها من قوله:
 "إن الإسلام يريد من الناس أن يسلكوا الطريق إلى هذه الحقيقة وهم يكابدون الحياة الواقعية بكل خصائصها، شاعرين مع هذا أن لا حقيقة إلا الله، وأن لا وجود إلا وجوده"؟!
وكذلك قوله:
"الحقيقة التي لا حقيقة غيرها".
 
فنسبته هذا المذهب إلى أهله، واستخدامه تعبيراتهم نفسها، ألا يدل على دراسة متعمقة ثم قناعة بهذا المذهب بعد أن نفاه وأبطله في أول "تفسيره"؟!

ماذا يقول المدافعون عن سيد قطب؟
)) (أضواء إسلامية)

أخي بارك الله فيك وفي عقلك وقلبك إنّي أدعوك يا من لا تزال تشكّك في حقيقة كون سيّد قطب قال بوحدة الوجود فإنّي أدعوك لتقارن بين كلام سيّد قطب السابق وكلام أحد أئمّة الحلول والاتحاد والزندقة والكفر أعني به ابن الفارض حيث قال في ديوانه:

جلت في تجليها الوجود لناظري **** ففي كل مرئيًّ أراها برؤية

قال العلامة الشيخ عبد الرحمن الوكيل شارحا هذين البيتين:
  أي إن حقيقة معبوده بدت له ماثلة في كل عيان، فهو يراها في كل ما تراه عيناه.
فما هذه المظاهر المادية إلا أجزاء منثورة من الحقيقة الإلهية، أو هي إذا تجمعت تكون هي الحقيقة الإلهية بذاتها.اهـ

ألم يقل سيّد قطب: "إنها أحدية الوجود، فليس هناك حقيقة إلا حقيقته، وليس هناك وجود حقيقي إلا وجوده"؟!
ألم يقل: "الحقيقة التي لا حقيقة غيرها"؟!.
ألم يقل: "ومتى استقر هذا التصور الذي لا يرى في الوجود إلا حقيقة الله؛
 فستصحبه رؤية هذه الحقيقة في كل وجود آخر انبثق عنها،
وهذه درجة يرى فيها القلب يد الله في كل شيء يراه،
 ووراءها الدرجة التي لا يرى فيها شيئاً في الكون إلا الله؛
 لأنه لا حقيقة هناك يراها إلا حقيقة الله".

ألا ترى معي أخي الفاضل تشابه الألفاظ والمفاهيم بين سيّد قطب وابن الفارض ؟!


(13) رحم الله الطبري والبغوي وابن كثير والقرطبي والسعدي وابن باديس فلولا مجهودات سيّد قطب الجبارة لما علمنا أنّ في القرآن موسيقى !!!

فقد وصف هذا المفسّر العظيم (موسيقى) سورة الضحى (بالموسيقى الرتيبة الحركات الوئيدة الخطى الرقيقة الأصداء الشجية الإيقاع)!!

ووصف (موسيقى) سورة الليل بـ (الموسيقى المصاحبة فيها أخشن وأعلى من موسيقى الضحى).

ووصف (موسيقى) سورة العاديات (بموسيقى شبيهة بالنازعات، بل هي أشد وأعنف، وفيها خشونة، ودمدمة ، وفرقعة).
  
ووصف (مسرحية!) سورة الفجر: (بالعرض العسكري الذي تشترك فيه جهنَّم بموسيقاها العسكريَّة المنتظمة الدقَّات) (التصوير الفني في القرآن، ص: 83، دار الشروق: 2000م).

 ووصف آيات فيها (بالموسيقى الحادَّة التقاسيم) و(يا لجمال النَّغَم) و(لحنًا واحدًا متعدِّد النغمات موحَّد الإيقاع)، و(في بعض مشاهدها شد وقصف سواء مناظرها أو موسيقاها) في (الظلال) 6/3901 و3902 و3903 و3906!!!

ألم أقل لك أخي القارئ أنّ سيّد قطب هو (بحق!) من أشهر (المفسرين!!) في هذا العصر كيف لا وهو لا يكتب كلمة واحدة عن القرآن إلا بمراجعة أهل الإختصاص!!

 فها هو يخبرنا أنّه عرض كلامه السابق عن القرآن –يعني المسرح والموسيقى!!- على أهل الإختصاص فيقول : (تفضل الموسيقي المبدع الأستاذ محمد حسن الشجاعي بمراجعة هذا الجزء الخاص بالموسيقى في القرآن الكريم، وكان له الفضل في ضبط بعض المصطلحات الفنية الموسيقية) التصوير الفني ص (89) (الصفحات للحدادي)
و(الفنَّان ضياء الدين محمد؛ مفتِّش الرسم بوزارة المعارف) لمراجعة (هذا القسم وضبط المصطلحات الموسيقية ومصطلحات الرسم والصور) ص: 106 و114. (من رسالة العلامة سعد الحصين إلى سماحة المفتي)

أهكذا يكون التعامل مع كلام الله ؟!
أقائل مثل هذا الكلام ينتحر الشاب لأجل أفكاره ؟!
أقائل مثل هذا الكلام يُعتدّ برأيه ؟!
 قاتله الله ما أجرأه، قاتله الله ما أجهله!!

(14) الإسلام يصوغ من المسيحية والشيوعية مزيجا متكاملا !!
هكذا قال سيّد قطب!

قال سيّد: ( ولا بد للإسلام أن يحكم، لأنه العقيدة الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تصوغ من المسيحية والشيوعية معاً مزيجاً كاملاً يتضمن أهدافهما جميعاً ويزيد عليهما التوازن والتناسق والاعتدال ) "معركة الرأسمالية والإسلام" لسيد قطب (ص61).
ونحن نسأل أتباع سيّد قطب: هل توافقون إمامكم على هذا الكلام؟
فإن كان الجواب نعم فنقول: من من العلماء وافق سيّدا على هذا؟!
وإن كان الجواب لا فلم السكوت على أخطاءه ؟!
سئل شيخ المشايخ العلامة المحدث حماد الأنصاري رحمه الله تعالى عن قول سيد قطب المتقدّم فأجاب رحمه الله: (( إن كان قائل هذا الكلام حياً فيجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا قتل مرتداً، وإن كان قد مـات فيجب أن يُبَيَّنَ أن هذا الكلام باطل ولا نكفره لإننا لم نقم عليه الحجة )) المرجع ( كتاب "العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم" للشيخ المحدث العلامة  ربيع المدخلي (ص24) وقرأها على الشيخ حماد تَثَّـبُتاً في ليلة الأحد 3/1/1415 ) رحمة الله على علماء السنّة.

(15) صدّق أو لا تصدّق: سيّد قطب يقول بخلق القرآن !!
لا تسعجل أخي ولا تستغرب من العنوان ولا تتسرع في إنكاره كما صنع أحد الرجال الذين كنّا نعتقد أنّهم من حاملي لواء الدفاع عن السنّة في هذا العصر فإذا به انتكس وأصبح يحمل لواء الدفاع عن أهل البدعة !! فيا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك.

الدلائل البينات على أنّ سيّد قطب يقول بخق القرآن:

1) سيّد قطب –كما هو معلوم- من نفاة الصفات (عموما) على طريقة الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية وغيرهم من فرق الضلال.

2) سيّد قطب ينفي كلام الله تعالى (خصوصا): قال في كتابه (السلام العالمي والإسلام) (ص 15):  (عن إرادة هذا الإله الواحد يصدر الكون بطريق واحد، ) ((إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)) ( فلا واسطة بين الإرادة الموجدة والكون المخلوق، ولا تعدد في الطريقة التي يصدر بـها هذا الكون كله عن الخالق الواحد، إنـها مجرد الإرادة التي يعبر عنها القرآن بكلمة (كن)، وتوجه هذه الإرادة كاف وحده لصدور الكون عنها.اهـ

وهذا باطل من وجوه ونفي صفة الكلام بادية ظاهرة من كلّ الوجوه !!

إذ من عقيدة أهل السنّة والجماعة أنّ الله تعالى يخلق بالكلمة لا بالإرادة فقط، ((إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون)) فالله تعالى إذا أراد أن يخلق شيئا قال لهذا الشيء كن! فيكون، فهناك مرحلة أهملها سيّد قطب في كلامه السابق وهي مرحلة ما بين إرادة الخلق والإيجاد والخلق ألا وهي مرحلة الكلام وذلك بقوله تعالى للشيء ((كن))!

فهذا دليل على أنّ سيّد قطب ينفي صفة الكلام ولا يثبتها كما يثبتها أهل السنّة والجماعة بل ولا كما يثبتها الأشاعرة المحرّفون على أنّ كلامه تعالى حديث نفس!! بل عطّلها سيّد على طريقة الجهمية والمعتزلة فماذا تنتظر ممّن هذه حاله أن يعتقد في القرآن الكريم ؟؟

ثمّ انظر إليه يوضّح ما أجمله في كلامه السابق فيقول كما في تفسيره (!) : (فقوله تعالى إرادة ، وتوجه الإرادة ينشئ الخلق المراد) فهل بقي لديك شكّ أنّ الرجل لا يؤمن بأنّ الله يتكلّم بما شاء متى شاء ؟!

 ويقول أيضا: (... ولقد صدر هذا الكون عن خالقه عن طريق توجه الإرادة المطلقة القادرة: (كنفتوجه الإرادة إلى خلق كائن ما كفيل وحده بوجود هذا الكائن على هذه الصورة المقدرة له بدون وسيط من قوة أو مادة، أما كيف تتصل هذه الإرادة التي لا نعرف كنهها بذلك الكائن المراد صدوره عنها فذلك هو السر الذي لم يكشف للإدراك البشري عنه، لأن الطاقة البشرية غير مهيأة لإدراكه). قال الإمام ربيع معلّقاً: فقوله بدون وسيط إنكار لصفة الكلام!!

ويقول في تفسير قوله تعالى: (( فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك)) (نودي بـهذا البناء للمجهول فما يمكن تحديد مصدر النداء، ولا اتجاهه، ولا تعيين صورته ولاكيفيته، ولا كيف سمعه موسى أو تلقاه نودي بطريقة ما فتلقى بطريقة ما، فذلك من أمر الله، الذي نؤمن بوقوعه ولا نسأل عن كيفيته لأن كيفيته وراء مدارك البشر وتصورات الإنسان).

قال الإمام ربيع معلّقا:
هذه النصوص من سيد قطب واضحة قاطعة بأن الله لا يتكلم ولا يخلق بالقول كما هو صريح القرآن وعقيدة أهل السنة والجماعة وإنما يخلق بمجرد الإرادة بدون وسيط، والوسيط المنفي هنا المقصود به القول والكلام في الدرجة الأولى، وهل من يقول: إنـها مجرد الإرادة المعبر عنها القرآن بكلمة (كن) وأن توجه الإرادة كاف وحده لصدور الكون عنها وهل من يقول: فقوله تعالى إرادة وتوجه الإرادة ينشئ الخلق المراد و توجه الإرادة المطلقة القادرة (كن) فتوجه الإرادة إلى خلق كائن ما كفيل وحده بوجود هذا الكائن... بدون وسيط من قوة أو مادة.اهـ (الحدّ الفاصل)

3) من الممتنع أن يكتب أحد في (تفسير) القرآن و لا يدري أنّ هناك صراع وخلاف بين أهل السنّة في مسألة القرآن، أهو كلام الله الحقيقي كما يقوله السلف وأصحاب الحديث ؟ أم هو مخلوق كما يقوله الخلف من الجهمية والمعتزلة ؟

ومن الطريف أنّ الأستاذ سيّد قطب كتب في (تفسير) القرآن وغيره من أمور العقيدة الإسلامية ولم يتطرّق ولو بنصف جملة إلى ذلك الخلاف بين الطائفتين !

أتراه لم يسمع بمحنة الإمام أحمد وغيره من أهل السنّة في قضيّة خلق القرآن ؟!
أم أنّه سمع بها ولكنّه تحاشا ذكرها لحاجة في نفس (سيّد) قضاها ؟!

(16) صفة جديدة لله تعالى ! صفة التصوّر !!
يقول سيّد قطب في خصائص التصور الإسلامي (ص 8-9):  ((ينبغي استجاشة ضمير الإنسان لتحقيق غاية وجوده الإنساني، كما يرسمها هذا التصور الرباني، ينبغي أن ترجع البشرية إلى ربـها وإلى منهجه الذي أراده لها وإلى الحياة الكريمة الرفيعة التي تتفق مع الكرامة التي كتبها الله للإنسان والتي تحققت في فترة من فترات التأريخ)).

ويقول: ((ثم يتميز التصور الإسلامي بعد ذلك عن التصور الاعتقادي – في عمومه – بأنه – كما أسلفنا – تصور رباني ؛ صادر من الله للإنسان...))


 
ويقول: ((وينص المصدر الإلهي الذي جاءنا بـهذا التصور – وهو القرآن الكريم – على أنه كله من عند الله. هبة للإنسان من لدنه، ورحمة له من عنده)) (الحدّ الفاصل)

لا أدري هل يجب علي توضيح أنّ صفات الله تعالى وأسمائه توقيفية وأنّنا لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيّه أم لا ؟!
وأنا أسأل أنصار سيّد قطب: في أيّ حديث أو في أيّ آية سمعتم بأنّ الله يتصوّر ؟!

(17) سيّد قطب يدعو إلى هجر جماعة المسلمين ولزوم الجبال والمغارات واعتبار مساجد المسلمين مساجد ضرار ومعابد جاهلية!!
قال العلامة سعد الحصين حفظه الله تعالى: كانت النتيجة المنطقية والعملية لتكفير سيد قطب جميع المسلمين في هذا العصر (قادتهم وشعوبهم) الدعوة إلى هجر جماعة المسلمين واعتزال مساجدها في قوله: "لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب إلا بأن تنفصل عقيديا وشعوريا ومنهج حياة، عن أهل الجاهلية من قومها حتى يأذن الله لها بقيام دار إسلام تعتصم بها، وإلا أن تشعر شعورا كاملا بأنها هي الأمة المسلمة وأن ما حولها ومن حولها ممن لم يدخلوا فيما دخلت فيه؛ جاهلية وأهل جاهلية" وذلك في كتاب "في ظلال القرآن" الجزء الرابع صفحة (2122).
     وهذه دعوة صريحة إلى هجر جماعة المسلمين والاستعلاء عليهم والتعصب لفرقة منهم مناهضة لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالتزام الجماعة؛ فقد قال الله تعالى: ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا))، وقال تعالى: ((إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء))، وقال تعالى: ((فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون))، وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وبارك عليه أوصى حذيفة ـ رضي الله عنه ـ أن يلزم جماعة المسلمين وإمامهم عند ظهور الفتن والشر، قال حذيفة: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟، قال: "فاعتزل تلك الفرق كلها".
     وسيد قطب يأمر اعتزال الجماعة والإمام والمسجد ولزوم الفرقة.
     وفي صحيح مسلم ـ باب وجوب لزوم جماعة المسلمين عند ظهور الفتن أيضا ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من مات وهو مفارق للجماعة فإنه يموت ميتة جاهلية)) رواه البخاري بنحوه.
     وقال سيد قطب في تفسير قول الله تعالى: ((واجعلوا بيوتكم قبلة)): "يرشدنا الله إلى اعتزال معابد الجاهلية (المساجد) واتخاذ بيوت العصبة المسلمة مساجد تحس فيها بالانعزال عن المجتمع الجاهلي"، "في ظلال القرآن" الجزء الثالث صفحة (1816) طبعة دار الشروق.
     وَصَفَ سيد قطب بيوت الله في بلاد المسلمين اليوم بأنها "معابد الجاهلية"، ووصفها فيما سيأتي بأنها "مساجد الضرار" وأوصى أتباعه باعتزالها والصلاة في البيوت مخالفا صريح الكتاب وصحيح السنة وسبيل المؤمنين القدوة، قال الله تعالى: ((في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه)).
     وفي الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم : ((أن صلاة الرجل في جماعة ـ في مسجد ـ تزيد على الصلاة في البيت وفي السوق خمسة وعشرين ضعفا))، وفي الصحيحين عن أبي هريرة أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم همَّ بحرق بيوت المتخلفين عن الصلاة الجامعة ـ في المسجد ـ عليهم.
     وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: ((من سره أن يلقى الله تعالى غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن)).

(18) من أقوال العلماء في سيّد قطب وكتبه:
اخترتُ منهم من يُعتبر حجّة عند الجميع:

·  العلامة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان حفظه الله: سئل هل يوجد في مجلد "ظلال القرآن" لسيد قطب شكٌ أو ريب بالنسبة للعقيدة، وهل تنصح باقتنائه أم لا ؟ فأجاب ( بل هو مليء بما يخالف العقيدة، فالرجـل - رحمه الله نسأل الله أن يرحم جميع أموات المسلمين - ليس من أهل العلم. هو من أهل الدراسات المدنية وأهل الأدب...
وكتب هذا الكتاب الذي اسمه "في ظلال القرآن". وإن شاء الله له حسنات، ولكن له أخطأ في العقيدة، وفي حق الصحابة ؛ أخطاء خطيرة كبيرة...
   وأما كتبه فإنها لا تُعِّلمُ العقيدة ولا تقرر الأحكام، ولا يعتمد عليها في مثل ذلك، ولا ينبغي للشادي والناشئ في طريق العلم أن يتخذها من كتب العلم التي يعتمد عليها..)) (من شريط درس بعد صلاة الفجر في المسجد النبوي يتاريخ23/10/1418) نقلا عن براءة علماء الأمّة.
·  العلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الغديان حفظه الله: سئل عمّن ينصح بقراءة كتب سيّد قطب فأجاب: ( الجواب أن الشباب ينصحون بعدم قراءتها وأنهم يقتصرون على دلالة القرآن ودلالة السنة وعلى ما كان عليه الخلفاء الأربعة والصحابة والتابعين ). (من شريط أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور) نقلا عن البراءة.

·  العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله: سئل عمّن يساوي بين الإمام أحمد وسيّد قطب! فأجاب: ((الإمام أحمد عالم وحبر يعرف الأدلة وطرق الاستدلال، وسيد قطب جاهل ما عنده علم ولا عنده معرفة ولا عنده أدلة على ما يقول، فالتسوية بين
الإمام أحمد وسيد قطب ظلم... (من شريط "أقوال العلماء في إبطال قواعد ومقالات عدنان عرعور").
وسئل أيضا هل يقال: إن سيد قطب إن كان مجتهداً فهو مأجور على ذلك ؟ فأجاب حفظه الله: (ليس هو من أهل الاجتهاد حتى يقال فيه ذلك، لكن يقال: إنه جاهل يعذر بجهله. ثم إن مسائل العقيدة ليست مجالاً للاجتهاد لأنها توقيفية).
 (من تعليق الشيخ صالح حفظه الله بخطه على حاشية هذه البراءة)

·       العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
   سئل عمّن ينصح بقراءة كتب سيّد فأجاب: ( أنا قولي- بارك الله فيك - أن من كان ناصحاً لله ورسوله ولإخوانه المسلمين أن يحث الناس على قراءة كتب الأقدمين في التفسير وغير التفسير فهي أبرك وأنفع وأحسن من كتب المتأخرين، أما تفسير سيد قطب - رحمه الله - ففيه طوام - لكن نرجو الله أن يعفو عنه - فيه طوام: كتفسيره للاستواء،
وتفسيره سورة "قل هو الله أحد"، وكذلك وصفه لبعض الرسل بما لا ينبغي أن يصفه به).

 وقال في موضع آخر (مطالعتي لكتب سيد قطب قليلة ولا أعلم عن حال الرجل، لكن قد كتب العلماء فيما يتعلق بمؤلفه في التفسير "ظلال القرآن"، كتبوا ملاحظات عليه، مثـل ما كتبـه الشيـخ عبد الله الدويش - رحمه الله - وكتب أخونا الشيخ ربيع المدخلي ملاحظات عليه ؛ على سيد قطب في التفسير وفي غيره. فمن أحب أن يراجعها فليراجعها). المرجع (من شريط "اللقاء المفتوح الثاني بين الشيخين العثيمين والمدخلي بجده"، ثم وَقَّعَ عليها الشيخ محمد بتاريخ 24/2/1421) (نقلا عن البراءة)

·    العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله: دار نقاش بين الشيخ رحمه الله وبين عبد الله عزّام رحمه الله فكان من ظمن ذلك:

قال الشيخ الألباني: نعم، نقل (يعني سيّد قطب) كلام الصوفية ولا يمكن أن يفهم منه إلا أنه يقول بوحدة الوجود، لكن نحن من قاعدتنا - وأنت (أي عبد الله عزّام) من أعرف الناس بذلك لأنك تتابع جلساتي - لا نكفر أنساناً ولو وقع في الكفر إلا بعد إقامة الحجة... (نفس المصدر السابق)

 
·  معالي الشيخ العلامة صالح بن عبد العزيز آل الشيخ: قال حففظه الله تعالى حول تفسير (إن صحّ تسميته تفسيرا!) (في ظلال القرآن) لسيد قطب:
"وأيضاً اشتمل كتابه على كثير من البدع والضلالات، فكتاب سيد قطب "في ظلال القرآن" ما فيه من التحريفات أكثر مما في كتاب الصابوني... إلى أن قال:
من ضمن ذلك أنه في مسائل طاعة المشركين لا يَفْهم تفصيل أهل العلم فيها، فيُفهم من ظاهر كلامه ما يكون موافقاً فيه لبعض الغلاة في مسائل الطاعة: طاعة المشركين، أو طاعة الأحبار والرهبان.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره في سورة الأنعام عند قوله تعالى: ((وإن أطعتموهم إنكم لمشركون)) فذكر فيها أشياء منها مما أدخله فيها - كما أذكر - مسألة لبس المرأة الأزياء والموديلات التي يصدرها أو تصدرها شركات الأزياء في باريس- على حد تعبيره -، فيقول: أولئك الذين يُشرِّعون للنساء عامة ألبسة تلبس في الصباح كذا، وفي المساء كذا، وفي السهرة كذا، وفي العمل كذا … إلى آخره.
 يقول سيد قطب: إن هذه الفئة  - يعني: مصمم الأزياء - إنهم آلهة لأنهم أحلوا الحرام فأُطيعوا، وحرموا الحلال فأُطيعوا.
 فيقول: المرأة المسلمة التي تطيعهم في ذلك قد اتخذتهم آلهة لأنها أطاعتهم في تحليل الحرام وتحريم الحلال.
   وهذا لا شك أنه كلام باطل ؛ لأن المرأة إذا لبست الملابس المحرمة التي جاءت من عند أولئك المصممين لا يعني أنها اعتقدت أنها حلال.
   فمسألة التكفير في اعتقاد أن هذا الذي حرمه الله - جل وعلا - حلال.
   أما إذا أطاعوهم مع عدم اعتقاد أن هذا حلال… ؛ فمثلاً امرأة لبست ملابس أبرزت
صدرها ورجليها عند الرجال الأجانب متابعة للمصممين، هذا إن كانت تعتقد أن هذا
الفعل حرام ونحو ذلك، وغُلبت عليه ؛ ضعف إيمانها ليس هذا بكفر ولم تؤله أولئك.
 فهو في هذه المسألة جعل الطاعة مكفرة، وقد أخذ بقوله بعض الجماعات التي غلت في مسألة الحكم بما أنزل الله؛في مسألة الطاعة؛ طاعة المشرعين، المصممين، المنظمين ...إلى آخره. ("شرح كتاب مسائل الجاهلية للشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب"، الشريط
السابع، الوجه الثاني ) نقلا عن كتاب (براءة علماء الأمّة من تزكية أهل البدعة والمذمّة للشيخ عصام السنّاني)



مصادر هذه القطرة:
للعلم فأنا أملك كلّ كتب ومؤلفات سيّد قطب بعضها كتب مطبوعة.
 وأغلبها كتب على الكمبيوتر.
 ولكنني استعنت في جمع هذه القطرة بكتب عديدة، وكلما نقلت من هذه الكتب شيئا قد قاله سيّد قطب إلا ورجعت إلى مصدرها عندي لأقارن بين النّصين.

أقول هذا للأمانة العلمية وإلا فإنّ كتب سيّد قطب تكتسح الأمّة ومن شكّك في حرف ممّا كتبته فما عليه إلا أن يراجع المصادر المذكورة إن كان يملكها فإن لم يكن يملكها أو لم تكن حاضرة عنده فما عليه إلا أن يتّصل بشقيق سيّد قطب الأستاذ محمّد قطب (دبلوم لغة إنجليزية!) فسيزوّده بها بالمجان !!

أما المصادر التي استفدت منها في كتابة هذه القطرة فهي:
1-             كتب الإمام ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى عموما وكتابه (أضواء إسلامية) خصوصا.
2-             كتاب (صفحات مهمّة من حياة سيّد قطب) للشيخ علي يحي الحدادي حفظه الله تعالى.
3-             كتاب (شحد النصال في الرّد على أهل الضلال) للشيخ أبي نور الكردي حفظه الله تعالى.
4-             كتاب (براءة علماء الأمّة من تزكية أهل البدعة والمذمّة) للشيخ عصام السّاني وفقه الله.
5-             غيرها من المراجع.


           

هناك تعليق واحد:

  1. إتقي الله يا عبد الله أتعرف هذا الرجل هل لقيته هل قرأة كتبة والله لو قرأة كتبة ما قلت هذا حسبي الله و نعم الوكيل في كل ظالم يبدو أنك أصبت قوما بجهالة

    ردحذف

عدد زوار الموقع