مرحباً بكم على مدوّنة ((الغريب الأثري)) تابعوا معنا آخر المقالات والمواضيع. نتمنى لكم متابعة ممتعة ومفيدة..

الأحد، 11 أكتوبر 2015

:: استعمال اللين في الدعوة لا يعني السكوت عن المخالفين ::

هل الدعوة إلى الرفق واللين في الدّعوة إلى الله تعني السكوت عن المنكرات وترك الردّ على المخالفين وعدم استعمال الشدّة معهم ؟ 

الجواب: إنّه لا يشكّ عاقل في الأثر الذي يخلّفه اللين والرفق في الدّعوة إلى الله تعالى كيف وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((ما كان الرفق في شيء إلا زانه وما نزع الرفق من شيء إلا شانه)) والله تعالى حكيم عليم أمر بالعدل والقسط حتى مع المخالفين فقال سبحانه: ((ولا يجرمنكم شنئان قوم)) الآية، فالداعية إلى الله تعالى يستعمل أحسن الألفاظ وأهذب العبارات وأرقّها لجلب القلوب إليه وتجميعها حوله ولكي تطمئن قلوب المدعوين إليه وتسكن نفوسهم إليه، وهذا لا يعني أن يترك الدّاعية الردّ على الخطأ والمخطئ كلٌّ بحسبه بل وظيفة الداعية إلى الله تعالى القيام بالأمرين جميعا مع الحرص على موافقة السنّة في ذلك كله.

فانظر إلى إمام الدعاة إلى الله تعالى وسيّد ولد آدم أجمعين كيف جمع بين الأمرين فهو صلى الله عليه وسلّم يستعمل الترغيب تارة ويستعمل الترهيب تارة أخرى كما يستعمل اللين تارة ويستعمل الشدّة تارة أخرى. والأدلّة والشواهد على ذلك كثيرة جداً. 

فالقول بأنّ الدّعوة إلى اللين والرفق في الدّعوة إلى الله تعالى تعني عدم الرد على المخالفين والسكوت عن باطلهم أو تعني عدم استعمال الشدّة مطلقاً قول مردود على قائله وهو قول ينمّ عن جهل فاضح بالسنّة والهدي النّبوي ومنهج السلف الكرام والأئمة الأعلام من السابقين واللاحقين.

 فهذا شيخ الإسلام في عصرنا الإمام العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى نموذج للداعية الحكيم والعالم البصير بالسنّة والهدي النبوي في الدعوة إلى الله تعالى والرد على المخالفين فكم أملى الشيخ وكم تكلم على المخالفين وحذّر منهم وأمر بهجرانهم وبتمزيق كتبهم ووصف بعضهم بالسفهاء وبالمجرمين وهذه شدّة منه رحمه الله تعالى مع ما اشتهر به الشيخ من سعت الصدر ورحابته وعفّة لسانه ونزاهته.

 كما ينبغي التنبيه على أنّه يجب على الداعية إلى الله أن يكون ذو سمت ووقار وأوّل ما يدخل في ذلك لباسه وشكله ولغته، فالدّاعية المستقيم على السنّة في ملبسه ومظهره والمتكلّم بالعربية الفصحى أبلغ في التأثير على القلوب وأدعى إلى استجابة المدعوين من داعية حليق مسبل إزاره يجرّ ديله خلفه خانق نفسه بربطة العنق الافرنجية. 


فهذا مع مخالفته الظاهرة للهدي النّبوي والزيّ الإسلامي فإنّ النّفوس السويّة تنفر منه ولا تستجيب له ولا تُقبلُ عليه، كيف إذا زاد على ذلك بأن خاطب النّاس بالدارجة وحوّل منبر الدّعوة إلى خشبة مسرح للكوميديا كما يصنعُ من يُحسبون على الدّعوة ويلقّبون بالدّعاة وتعجّ بهم الفضائيات .

فالواجب إذا عدم الخلط بين استعمال الرفق في الدعوة إلى الله تعالى وبين بيان الخطأ والرد على المخطئين وتحذير الناس من تلبيس الملبسين وتأويل الجاهلين وانتحال المبطلين. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. 

قاله أخوكم الغريب الأثري في اليوم السابع من ذي الحجة لعام 1436 ه .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عدد زوار الموقع